في 10نيسان من عام 1931 رحل العالمي جبران خليل جبران ، وفي هذه المناسبة أضع رسومات كتابه ” النبي” من جديد، في دائرة الضوء النقدي والإعلامي، ولقد وقع اختياري على هذا الكتاب ( منذ كنت بعمر 15 عاماً ) لأنه يحتوي على مجموعة من أشهر لوحاته ورسوماته، ما يعني أنه أدهشني بفنه ، قبل أن يدهشني في كتاباته الغنية ، بمدلولاتها الفكرية والروحية والإنسانية والفلسفية ، بخلاف الآخرين ، وفي مقدمتهم نقاد الأدب، الذين يتجاهلون لوحاته ، في سياق الحديث عن إبداعه المتنوع والشامل، ولهذا طغت شهرته ككاتب وأديب وفيلسوف وشاعر، على شهرته كفنان تشكيلي له مكانته الرفيعة والمرموقة ، في عالم الرسم والتشكيل .
والبعض يتجاهلون لوحاته ورسوماته العارية أو ينظرون إليها باستخفاف بسبب موضوعها العاري فقط، متجاهلين قيمتها الفنية على الصعيدين التشكيلي والتقني، وهنا يمكن القول إنه تأثر بموجة العري ، الذي كان سائداَ في فنون عصر النهضة، وصولاً إلى رودان ومروراً بالبريطاني وليم بليك ، ولقد كان تأثره على صعيد الموضوع فقط، ولم يتأثر بفناني الحداثة من ناحية الاسلوب والتقنية ، لأنه ظل يرسم بصياغة رومانسية ورمزية وحتى كلاسيكية ، وهو في قلب باريس في نهاية العقد الأول من القرن العشرين، ووقتها كما هو معروف ، كانت الاتجاهات الحديثة، وخاصة التكعيبية قد شارفت على الانتهاء .
وفي سياق الحديث عن موضوع العري في الرسم ، تفيد الإشارة إلى التجاذبات التي تحصل ولست هنا في صدد الدفاع إلا أنني مع وضع ضوابط ومعايير تتلاءم مع معايير مجتمعنا المحافظ، ولكن في الوقت ذاته لايمكنني تجاهل القيمة الفنية والإبداعية والقدرات الموجودة في الرسم والنحت العاري المتواصل في كل العصور والأزمنة.
رؤية -أديب مخزوم