يبدو أن إدراك الاحتلال الاميركي من دنو فشل مشروعه في سورية؛ دفع به الى الانتقال من مرحلة التكتيك؛ الى مرحلة الاستراتيجيا؛ دون إيلاء الرأي العام؛ والمواثيق والقوانين الدولية أية اعتبارات؛ لتسقط بذلك آخر ورقة توت كانت تستر حتى الأمس القريب عورته؛ وذلك من خلال ضم جبهة النصرة الارهابية؛ والتي تسمي نفسها “هيئة تحرير الشام” إلى مرتزقته؛ حيث عملت الإدارة الأميركية مؤخراً الى منح متزعم جبهة “النصرة” الارهابي المدعو أبو محمد الجولاني؛ منبرا كبيرا لتلميع صورته؛ وغسل يديه من دم الشعب السوري؛ فقدمت له برنامج «فرونتلاين» الوثائقي لشبكة «PBS» الأميركية، ليشرح من خلاله أن ( جهاده) ليس موجه ضد الغرب وأميركا؛ مانحاً بذلك ادارة الرئيس جو بايدن مبرراً مسبقاً لأي خطوة لرفع اسم الجولاني وتنظيمه عن لائحة الإرهارب؛ أو اتخاذه لاحقاً مطية لدخول الاحتلال الاميركي ولو بالوكالة الى شمال غرب سورية.
دعوة الجولاني من قبل إدارة بايدن المبطنة للانضمام الى الحظيرة الأميركية؛ تلقفها الأول سريعاً؛ وأتقن رد الجواب بالانصياع والطاعة؛ فعمل مسرعاً الى تقديم أوراق الطاعه؛ وأرسل جواب رد الجميل باعتقال أعداء أميركا في المناطق التي يسيطر عليها في إدلب؛ فشن حملة اعتقالات طالت إرهابيين ومتزعمين من تنظيم ” حراس الدين” الموالي لتنظيم القاعدة؛ من جنسيات عربية وأجنبية؛ عله بذلك ينال مبتغاه عاجلاً؛ ويظهر بلبوس ( المعتدل) كما ادعى في مقابلته عبر الإعلام الأميركي.
الاستثمار بالإرهاب؛ ميزة الإدارات الأميركية المتعاقبة؛ حيث عمل الاحتلال الأميركي منذ بدء عدوانه على سورية بذريعة ( محاربة الارهاب)؛ وبغطاء ما يسمى التحالف الدولي في الثالث والعشرين من أيلول عام 2014 في البحث عن مداس؛ تحت اسم ” حليف” ليكون له تواجد على الأرض السورية؛ فوجد في ميليشيا ” قسد” أفضل عروض العمالة التي قدمت له آنذاك؛ فباتت ذراعاً أميركية؛ حسبما قال مايسمى المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري في كانون الثاني ٢٠٢٠ ؛ “بالنسبة إلى واشنطن، فإن قسد ذراع أساسية، وهي في حاجة إلى الدعم العسكري المباشر من أميركا عبر التدريب والذخيرة والسلاح “.
اذاً ” قسد” ذراع؛ ذات دور وظيفي ؛وليست حليفاً كما يدعي أصحاب الرؤوس الحامية في تلك الميليشيا الانفصالية؛ استخدمتها قوات الاحتلال الأميركي للسيطرة على ثروات سورية؛ وسرقتها لاحقاً؛ كما حولتها إلى جسر عبور لإرهابيي تنظيم داعش الإرهابي؛ لتستخدمهم واشنطن بعد نقلهم من سجون ميليشيا قسد إلى قاعدتها غير الشرعية في التنف ضد الجيش العربي السوري؛ ويكونوا أفخاخاً ارهابية بين شمال سورية وجنوبها.
يسابق الاحتلال الأميركي أسباب الهزيمة؛ مراهناً على انفصالي واهم ؛ وإرهابي حالم ؛ محاولاً بذلك إطالة امد الحرب العدوانية على سورية؛ وقطع طريق النصر الذي يسير عليه الجيش العربي السوري؛ دون أن يعي أن نتاج تلك الرهان ليس سوى كانتظار موسم أرض زرعت بالملح.
حدث وتعليق منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com