موقع أسترالي: “آسيان”.. الحياد ممنوع

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

تشير القمة الرباعية الأولى، التي عقدت في آذار 2021، على التنافس المتنامي بشأن النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بين الصين والولايات المتحدة، كما أن التحالف الرباعي بين الديمقراطيات ذات القوى الكبرى يمثّل أقوى مواجهة لنظام المحور والتفاوض الصيني، حيث تقدم المجموعة الرباعية نفسها على أنها حل للمشاكل الإقليمية، لكنها لا تستطيع الهروب من تصور أن أعضاءها متحدون بسبب مشاكلهم مع الصين، ومن منظور جنوب شرق آسيا فإن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تخاطر بتقسيم المنطقة، وبناءً على ذلك فإن الآسيان تحتاج إلى التكيف مع هذه البيئة المتغيرة.
على الرغم من كل صخب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد الصين، فإن نهجه الأحادي والمندفع في الشؤون الخارجية قد أعاق أي إجراء متعدد الأطراف من جانب حلفاء الولايات المتحدة، ربما يكون إرث ترامب قد عزز الموقف الأمريكي تجاه الصين، لكن نهج الرئيس جو بايدن يمثل تحدياً أكثر ثباتاً بشأن نمو الصين الإقليمي المتزايد.
إذا كان هناك أي شك في أن بايدن سيواصل العمل من حيث توقف ترامب، فقد حدث هذا في أنكوراج، ألاسكا، في آذار الماضي، عندما اجتمعت إدارته مع كبار المسؤولين الصينيين لأول مرة، حيث تبادل الجانبان انتقادات غير دبلوماسية.
وستكون الرباعية أكثر استدامة هذه المرة لأن المواقف قد تشددت أيضاً في عواصم “الرباعية” الأخرى في كانبيرا ونيودلهي وطوكيو، فقد تقاربت التصورات عن الصين في السنوات الأخيرة، وأصبح يُنظر إليها الآن على أنها تُشكل تهديداً كبيراً.
يصف بيان الرباعية جدول الأعمال بأنه “شامل وسليم ويرتكز على قيم ديمقراطية وغير مقيّد”، على النقيض من “المحيطين الهندي والهادئ” الأكثر غموضاً، وهي تعد بالاستقرار المؤسسي من خلال إنشاء مجموعات عمل من الخبراء، واجتماعات منتظمة لوزراء الخارجية، وقمة للقادة بحلول نهاية عام 2021، وشملت التحديات المذكورة COVID-19 وآثاره الاقتصادية، وتغير المناخ، والنظام البحري، والأزمة في ميانمار.
وعلى النقيض من ذلك، فإن المشاركة الصينية متعددة الأطراف تتكون من نظام محوري مع وجود الصين في المركز وكل شريك على اتصال ثنائي مع بكين.
وبينما تنخرط الصين مع المشاريع متعددة الأطراف لهؤلاء الشركاء، مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة لرابطة دول جنوب شرق آسيا، فإن معظم الأنشطة المتقاربة تمر عبر بكين، ما يمنح هذا الهيكل الصين نفوذاً أكبر، وتحافظ الصين على بقائها كقوة إقليمية رئيسية.
كررت دول الآسيان رغبتها في عدم الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتم تهميش أصواتهم من قبل المصالح الوطنية لكلا القوتين، ما يدفعهم نحو لحظة حرجة من الاختيار، ولكن هناك احتمالاً آخر، مع تصاعد العداوات بين القوى العظمى، لايمكن أن تصبح الآسيان نفسها مجرد منصة للمشاركة، بل يمكن أن تصبح مساراً بديلاً للعمل، وتقدم ASEAN إمكانية تجنب الخيار الثنائي، ولكن للقيام بذلك يجب أن يصبح أكثر فاعلية في حل المشكلات.
يجب على دول الآسيان أيضاً أن تأخذ رفع معايير الحوكمة في مثل هذه المشاريع على محمل الجد، لتجنب الفساد والاستيلاء من قبل المصالح المحلية التي قد تقودهم إلى التبعيات الفوضوية أو الالتزامات تجاه الجهات الفاعلة الخارجية، تماماً مثل بعض مشاريع مبادرة الحزام والطريق (BRI) متعددة الأطراف من خلال مؤسسات مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ويجب أيضاً أن تكون المشاريع الرباعية متعددة الأطراف، ما قد يجذب أعضاء الآسيان إذا كانت الأموال غير كافية.
يجادل البعض بأن الغرض الأساسي لرابطة دول جنوب شرق آسيا ليس حل المشكلات ولكن إدارة انعدام الثقة والاختلافات بين أعضائها، حيث إن التنافس بين الولايات المتحدة والصين لا يهدد الاستقرار الإقليمي فحسب، بل يهدد وحدة الآسيان نفسها، لهذا ومن أجل تماسك أفضل، تحتاج الآسيان إلى إيجاد هدف مشترك أقوى والنظر إلى ما وراء مشاكل المستوى الدبلوماسي لتأكيد أهميتها بين شعوبها.
قد يحذر البعض من مطالبة الآسيان بالكثير، لكن المنطقة تهم فقط القوى العظمى لأن دول الآسيان قد نمت بسرعة مثل الصين، وستستمر قدرة دول الآسيان في التحول مع تطورها ونمو تطلعاتها وتطلعات شعوبها، ويجب أن تتوقف رابطة دول جنوب شرق آسيا عن لعب دور الدول الفقيرة والبدء في إظهار تفوق أساليبها، أو المخاطرة بالتهميش، وقد أكد خبراء أن واشنطن لا تملك القدرة على احتواء تنامي نفوذ وقوة الصين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي وأن استراتيجيتها هناك لن تحقق لها مبتغاها.

 

 

 

المصدر:
East Asia Forum

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية