الثورة أون لاين – ريم صالح:
كم هو لافت، ومثير للدهشة، وحتى الاشمئزاز، ذاك التنظير الذي لطالما تشدقت به إدارة الإرهاب الأميركية والشعارات الجوفاء التي اتخذتها سلاحاً لتمرير أجنداتها العدوانية في المنطقة، والعالم، تحت ستار العدالة، والمساواة الإنسانية، والكرامة البشرية، بينما كل ذلك هي منها براء.
والكلام هنا ليس من قبيل الثرثرة الإعلامية، وإنما هي معلومات مبنية على معطيات، وثقتها تقارير، وأبحاث، ودراسات أميركية، تكشف بالمطلق مدى تغول الإدارة الأميركية، وهول إرهابها، ودمويتها، ونفاقها، ومتاجرتها بإنسانية الإنسان، سواء أكان أميركياً، أم أوروبياً، أم إفريقياً، أم آسيوياً، فالمهم في العرف الأميركي هو الغايات التي من أجلها تبرر الوسيلة مهما كانت دنيئة، أو دونية، أو لا أخلاقية.
وما فضائح وكالة الاستخبارات الأميركية السي آي إيه الأخيرة إلا خير شاهد وبرهان على قولنا هذا، فالوكالة متورطة بحسب تقرير رفعت عنه السرية مؤخراً من قبل وزارة الأمن الداخلي الأميركي، ونشرته صحيفة النيويورك تايمز، متورطة بافتعال حروب تحت مسميات وهمية لحماية الأمن القومي الأميركي، وهذه الحروب في تزايد مستمر.
كما أن الوكالة وبحسب ما كشفته تحقيقات الكونغرس، وتقرير لجنة روكفلر، أجرت هي والبنتاغون تجارب على البشر للتأثير على سلوكهم والسيطرة عليهم من خلال استخدام العقاقير ذات التأثير النفساني مثل إل سي دي والميسكالين أو غيرها من المواد الكيميائية والبيولوجية والنفسية الأخرى التي لها تأثير سلبي على البشر، وغالباً كانت تعطى بطريقة غير مشروعة دون المعرفة، أو الموافقة من الأشخاص المعرضين للتجارب.
كذلك فإنه ووفق تقرير لجنة من مجلس الشيوخ الأميركي في كانون أول من عام 2014 فإن الوكالة الأميركية متورطة في ممارسة التعذيب ضد معتقلين بعد هجمات 11 أيلول 2001، حيث إنها قامت بتعذيب المعتقلين في السجون السرية، وقد سلّمت المعتقلين إلى الحكومات الصديقة لتعذيبهم أيضاً، وذلك بطريقة تتعارض مع القانون الدولي.
وهنا لا يسعنا إلا التنويه بما نشرته وسربته وسائل إعلام أجنبية في وقت سابق حول قيام وكالة الاستخبارات الأميركية باختراق الهواتف الذكية، والتلفزيونات الذكية، وحتى السيارات، والتحكم بها.
بموازاة ذلك، أسست “السي آي إيه” وحدة خاصة بهواتف “آيفون” وأجهزة “آيباد”، تمكنت من قراءة الرسائل على هذا النوع من الهواتف ومن تشغيل الكاميرا الخاصة بالجهاز ومكبر الصوت وغيرها.
كما أنه في عام 2014 ، تبيّن أن السي آي إيه كانت تحاول اختراق برامج التحكم المستخدمة في السيارات والشاحنات حديثة الصنع بهدف التحضير لعمليات اغتيال نظيفة.
وفي السياق ذاته يمكننا التنويه أيضاً إلى ما ذكره الكاتب أشرف شتيوي في كتابه “سقوط “السي آي إيه” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ففي أحد فصول الكتاب والذي جاء تحت عنوان “فضائح الاستخبارات الأميركية تاريخ العمليات القذرة” يتحدث شتيوي عن علاقة الاستخبارات الأميركية بالمخدرات وصانعي الحروب في العالم وأبطال الانقلابات والدكتاتوريين والمنتفعين ورجال الثقافة، حيث اعتمد الكتاب على ما كشفه الصحفي جاري ويب في كتابه “التحالف الأسود” والذي سرد القصة الكاملة للتحالف بين السي أي آيه ورجال المخدرات المتنفذين حتى في السوق الأميركية، كما يذكر الكتاب عدداً من الوقائع التاريخية التي تورطت فيها وكالة المخابرات الأميركية ومنها أنها قامت في عام 1973 بتدبير الانقلاب العسكري في تشيلي ضد سلفادور ألين، كما كشفت التحقيقات أن الانقلاب العسكري الذي حدث في بوليفيا في العام 1980 تم بتنسيق بين الوكالة والمدعو كلاوس باربي، الرئيس السابق للجستابو النازي في مدينة ليون بفرنسا.
هو غيض من فيض جرائم أميركا وأجهزتها الاستخباراتية إذاً وما خفي من المؤكد أنه أعظم!.