الثورة أون لاين:
تبدو المقولات الشعبية التي تتداولها في أحاديثنا اليومية ذات أهمية كبرى وتصيب عين الحقيقة في الكثير من القضايا…ألا نقول عن امر ما إذا كان صاحبه انه يكذب ويقول ما ليس له علاقة بالواقع ..نقول يكذب الكذبة ويصدقها …
بل يعمل على ترويجها واختراع أدلة من الوهم لتكون سنده فيما يرويه …فكيف إذا كان هذا مؤسسات إعلامية عملاقة لديها برامجها المعدة للغرض مدججة بكل ما تتطلبه للكذب ؟
من جديد تعود إلى تشومسكي وكتابه عن الإنجازات المذهلة للدعاية والتضليل الإعلامي..حيث يعقد فصلا تحت عنوان ..مزاعم بوصفها حقيقة واقعة ..
يرى أن الإعلام الأميركي ومؤسساته التي تحشد كل شيء خدمة لأهداف الأميركية في العالم تعمل وفق القاعدة التي تقول لابد من تزوير كامل للتاريخ للتغلب على المشاعر المرضية لتجعلنا نبدو كأننا نهاجم وندمر شخصا نحمي أنفسنا منه ..وندافع ضد وحوش ومعتدين كبار
وحسب تشومسكي فإن الأميركيين الذين بدؤوا يكتشفون حقيقة حرب فيتنام لابد أن تتم إعادتهم إلى الأفكار التي تجعلهم يقتنعون انها كانت حربا من أجل الدفاع عن فيتنام .. الاعتراف أن كل ما نفعله هو الحق ..فإذا كنا نقصف فيتنام الجنوبية فذلك لأننا ندافع عن الفيتناميين أنفسهم ..
وهذا ما أطلق عليه المفكرون في عهد كينيدي الدفاع ضد عدوان داخلي ..
فإذا سيطرت سيطرة تامة على وسائل الإعلام لترويج ما تريد وامتثلت الأنظمة التربوية والمنح الجامعية لذلك حينها نستطيع أن نعبر بوضوح عما نريد.
وهذا ما تعمل عليه آلة التضليل الأميركي والغربي وينفذ ه الإعلام الغربي بدقة متناهية وبوسائل تظهر الأكاذيب وكأنها واقع يحشد لها كل ما يستطيع من أدلة كذب وتزوير ليبدو الأمر وكأنه الحقيقة وكأن الإعلام الغربي لا يقول إلا ما هو حاصل وبدقة ..
إنه عصر التزوير المتقن الذي يريدون من خلاله إنجاز واقع آخر لا صلة له بالحياة ليكون جسر العبور إلى ما يعملون على تنفيذه.