الذكرى المتجددة

 

ما أشبه اليوم بالأمس فقبل خمسة وسبعين عاماً تكللت تضحيات أبناء شعبنا على امتداد الوطن بنصر على كبرى قوى الشر الاستعماري في تلك الحقبة من التاريخ ألا وهو الاحتلال الفرنسي إلى أن نال بلدنا استقلاله عام 1946، واليوم الإرادة السورية ذاتها تخط طريقها نحو الانتصار على القوى الاستعمارية ذاتها بأشكالها وأدواتها الجديدة ممثلة بالإرهاب لتكون ذكرى الجلاء حاضرة في ذاكرة السوريين وهم يقولون للعالم أجمع الآن كما قالوها بالأمس نحن أصحاب حق وقضية ولا مكان لمعتد أو غاز على هذه الأرض الطاهرة أيّاً كان شكله وتغيرت أدواته من الإرهابيين والعثمانيين الجدد.

الاحتفال بذكرى الجلاء يأتي هذا العام بعد عشر سنوات من الحرب والعدوان المتواصل على بلدنا، أثبت خلالها شعبنا وجيشنا البطل أنه شعب جدير بالحياة بعد التضحيات الجسام وتقديمه آلاف الشهداء والجرحى فداء لحرية الوطن، حيث يحقق جيشنا كل يوم انتصارات جديدة على الأرض في حرب مركبة ومعقدة ومتعددة الاحتلالات، والتي بدأت تنحسر بعد تهاوي أعداء سورية يوماً بعد يوم لنرى بأم العين أن سورية التي انتصرت بالأمس وكان الجلاء، قادرة اليوم على صنع جلاءات وانتصارات جديدة على كل قوى وشراذم الاحتلال والعدوان على أرضنا العزيزة.

فالسابع عشر من نيسان هو حالة مفصلية بين أمة خلعت رداء الذل والاستعمار والقهر وأمة ذات سيادة، لها وجود على خارطة العالم، فالجلاء كان ولادة بعد مخاض عسير توّجت في نيسان الربيع، فما بين مخاض الأمس واليوم ما زالت سورية تعيش حربها ضد الإرهاب والعقول المتحجرة، لتعيش بكرامة وإباء بتضحيات الجيش العربي السوري الحامي الأول لهذا الوطن، وهي استمرار لذكرى الجلاء العظيم ومتابعة العيش بشموخ وكرامة.

فلم تكن الانتصارات التي حققها ويحققها جيشنا البطل، وتضحياته الكبيرة في حربه اليوم ضد الإرهاب إلا استمرار للتضحيات التي أورقت في يوم الاستقلال دفاعاً عن الوطن وسيادته، ففي السابع عشر من نيسان عام 1946 نالت بلادنا حريتها مع خروج آخر عسكري فرنسي من أراضيها، وتحقيق الاستقلال لتتجدد في كل مرة المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مع كل حرب نخوضها، فتكون المنارة التي يهتدي بها أبطالنا وشعبنا في رفض أي محتل أو غازٍ لأرضنا.

فما مرت به بلدنا منذ ما يقارب القرن هو ما تجلى بما عانته في حربها الأخيرة مع المستعمر وأذنابه والتي استمرت أكثر من عشر سنوات تصدت من خلالها لأشرس فلول الاستعمار، فدفع شهداؤنا الأبرار الدم زكياً، وقدمت سورية الغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض والعرض منذ غزو المستعمر الفرنسي إلى الآن، فقرن من الزمان ليس كافياً ليجف دم ثوارنا الأحرار الذين حمّلونا أمانته في أعناقنا، وها نحن اليوم، وبواسل جيشنا البطل يثبتون أن الوطن لنا ومجده بأيدينا، فعيد الجلاء الذي مرت ذكراه المتجددة يوم أمس هو علامة فارقة في زمن الربيع من كل عام.

حديث الناس-اسماعيل جرادات

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"