ثمة علاقة جدلية بين الإنجاز والدعم.. فأيهما سابق للآخر؟! ومن منهما السبب ؟ ومن النتيجة؟! هل الإنجاز ثمرة الدعم ؟ أم ان الدعم مترتب على تحقيق الإنجاز؟.
الغوص في هذا الجدل شاق ومضنٍ، والإسقاط على الرياضة يثري القضية الجدلية بالكثير من الأمثلة والشواهد، فمنتخبنا بكرة السلة قفز إلى الواجهة الإعلامية وطفا على سطح الاهتمام والدعم والمتابعة، بعد أن حقق فوزاً على نظيره الإيراني صاحب الصولات والجولات والألقاب والإنجازات.. وجدد آماله في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا فقط؟!فالإنجاز هنا-إن صحت التسمية-كان سبباً لاستقدام كلّ الدعم والمتابعة من القيادة الرياضية، واستمطار الثناء والمديح لعمل اتحاد كرة السلة، الذي تقوده لجنة تسيير أمور مؤقتة، حرص رئيس الاتحاد الرياضي على التأكيد على تحولها إلى دائمة ومستمرة، سواء بالانتخاب أو التعيين؟.!
وبالعودة إلى الوراء نجد منتخبنا الكروي اقترب كثيراً من بلوغ نهائيات كأس العالم التي أقيمت في روسيا، وبدا رافعة لأحلام وتطلعات كروية تمتد لعقود، وغدا مفخرة لكلّ من ينتمي إلى هذا الوطن العزيز..فاتجهت القلوب قبل الأنظار إليه ، وتسابقت كلّ الجهات المعنية بالشأن الرياضي وغير المعنية أيضاً، لتقديم الدعم والتعزيز له ،بعد أن استحال إلى حالة وطنية، وكل ذلك ، على الرغم من أن المنتخب لم يتأهل إلى المونديال!! أي أنه لم يحقق إنجازاً ملموساً؟.!
ثمة أمثلة وشواهد كثيرة في رياضتنا تبرهن على أن الإنجاز مجلبة للدعم والاهتمام، وتكاد تكون الأمثلة على العلاقة العكسية معدومة، مايعني أن الإنجازات الرياضية ليست أكثر من إشراقات وطفرات ، حدثت في غفلة من الزمن، وخارج السياق ، لذلك نحتفي بها ونضخمها ، في محاولة لتوظيفها في خدمة تلميع صورة ما ،لأحد أو جهة ما!!.
مابين السطور-مازن أبوشملة