لاشك أننا نحن السوريين قد اخترنا أن نقاوم ونحارب بشراسة في هذه الحياة، وأن نكافح، فرغم سواد الأيام وجراحاتها، مازلنا أهل الكرم والعطاء عبر التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى.
اليوم ونحن نعيش شهر رمضان المبارك، ثمة ما يستوقفك من مبادرات ونشاطات هدفها التكاتف والتعاضد ومساعدة المحتاجين، هذا العمل جزء لا يتجزأ من حياة السوريين؛ الذين لا يتركون مكاناً فيه أناس محتاجون إلا ويشاركونهم أفراحهم وأحزانهم، ويقدمون لهم المساعدات المادية والمعنوية.
بالطبع هذا العطاء المتبادل ما كان ليتحقق لولا البنية الاجتماعية التي تربينا عليها جميعاً، والتي لولاها لما صمدنا وزرعنا البسمة على وجوه من ذاق عذابات السنين ومرارتها.
صحيح أن بهجة هذا الشهر قد خف بريقها بفعل ما نمر به من ظروف، لكن شعور التآخي والمحبة الذي نشهده قد لانجده في دولة أخرى .. وهذا بالفعل يجسد كلام السيدة الأولى أسماء الأسد عندما قالت: (السوري مستحيل أن ينام وجاره جوعان) وأضافت (تعلمنا أن نساند بعضنا، فكلنا انفطرنا على عمل الخير .. لأن الخير يعمّ وفيه بركة، فمن نساعده اليوم يمكن أن يبادر هو إلى مساعدة غيره غداً).
هكذا هم السوريون عبر التاريخ، يفتحون أبوابهم ليطعموا الغريب والقريب، وهبوا العمر والأمل لكل محتاج، لم يقصد أحد هذه الأرض المقدسة إلا وحضنته وأطعمته وأشربته وكسته.
هذه شيمنا الأصيلة التي نرتكز عليها، وهذه قيمنا وعاداتنا التي لم ولن تمحوها سنين الحرب القاسية … سنبقى كما كنا مرتبطين محبين لبعضنا البعض نقاوم ونصمد وننتصر وننسج حكايات الوطن بأحرف من نور.
الغد المشرق أت لا محال، وسورية المتجدّدة تنبض بالحياة، شهور قليلة وسيرى العالم الكثير مما لدى السوريين من عطاء لا يحده ولا يقف بوجهه مؤامرات العالم برمته.
رؤية- عمار النعمة