الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
عندما كان من المتوقع أن تقف الحكومات وتظهر زمام القيادة وتلتف حول شعوبها خلال جائحة كارثية أودت بحياة الملايين، تجاهلت تلك الحكومات وبعض القادة التهديد الذي شكله فيروس COVID 19 و دافعوا عن “علاجات” وعلاجات خطيرة وغير فعالة أدت إلى ارتفاع حصيلة الوفيات بالفعل بشكل فلكي، ( وكان ذلك بقصد استغلال الجائحة وزيادة الربح المادي).
هناك دعوات متزايدة لتوجيه اتهامات جنائية بالقتل غير العمد ضد بعض القادة في البلدان التي تعرضت لمثل هذه الأعمال الشائنة والقاتلة ويجب تقديم هؤلاء القادة الذين ساعدوا في انتشار الفيروس من خلال مخالفاتهم وتقاعسهم عن العمل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وعلى رأس قائمة المشتبه بهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وذلك بسبب الإهمال والقتل ( حتى وإن كان عن غير عمد)، إن لم يكن الإبادة الجماعية الطبية على نطاق واسع، ومن بين أولئك الذين يطالبون بمحاكمة ترامب وآخرين في إدارته بتهمة القتل الخطأ، النائبة الديمقراطية إلهان عمر من مينيسوتا.
في كانون الأول 2020، بينت إلهان كيف أثر إهمال ترامب الجنائي على أسرتها، وقالت “كان والدي في كينيا وعاد إلى الولايات المتحدة عندما بدأ COVID بالانتشار لأنه اعتقد أنه سيكون أكثر أمانًا هنا، وأضافت: “أعلم أن والدي وأكثر من 300000 شخص فقدوا حياتهم بسبب الإهمال الخطير من قبل ترامب وإدارته”.
يشير أولئك الذين يطالبون بمقاضاة ترامب إلى تصريحاته في7 شباط 2020 لمراسل صحيفة واشنطن بوست بوب وودوارد، والتي قال فيها ترامب إن كوفيد 19 “فايروس مميت”، و”أكثر بخمسة أضعاف من أي مرض عضال”، ومع ذلك خاطب ترامب الجمهور في 27 شباط قائلاً أن Covid-19 “مثل الأنفلونزا وإن 99 بالمائة من حالات كوفيد غير ضارة تمامًا”، ما عليكم سوى تناول عقاقير مثل الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين، إلى جانب حثهم على عدم ارتداء الأقنعة.. كذبة أخرى.
رفض المؤيدون السياسيون الأكثر حماسة لترامب الابتعاد اجتماعياً، والتقيد بالنظافة، واستمروا كما لو لم يكن هناك جائحة، ونتج عن ذلك أن الولايات المتحدة لديها أعلى عدد من الوفيات في العالم، وهو ما يشير مباشرة إلى سياسة ترامب، الإهمال الإجرامي والتصريحات الكاذبة، إنها جريمة ضد الإنسانية من خلال التعامل مع الجائحة “بالازدراء والإهمال والإنكار واستخدام الحجج غير العلمية بشكل منهجي لتطبيع وباء COVID-19 الذي يقتل الآلاف، وأن نتعامل مع هذا كما لو كان حادثًا أو عقابًا إلهيًا”.
ترامب والرئيس البرازيلي يشتركان في السياسات والآراء اليمينية المتطرفة، ما يشكل أساسا لاتهامهما بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية، وهذا يعني “اللامبالاة الفاسدة بحياة الإنسان” وفقًا للعديد من القوانين الجنائية.
وتصف كلمات “إنجلز” في عام 1845 بالتأكيد تصرفات ترامب وبولسونارو ومستشاريهم وأعضاء إدارتهم فيما يتعلق بالوقت الحاضر: “عندما يلحق أحد الأفراد ضررًا جسديًا بآخر مما يؤدي إلى الوفاة، فإننا نطلق على الفعل القتل الخطأ، وإذا علم المعتدي مقدمًا أن الإصابة ستكون قاتلة، نطلق على ذلك الفعل القتل العمد. ولكن عندما يضع المجتمع مئات البروليتاريين في وضع يجعلهم يواجهون حتماً موتًا مبكرًا للغاية وموتًا غير طبيعي، وهو موت بالعنف مثله مثل الموت بالسيف أو الرصاص، عندما يُحّرَم الآلاف من ضروريات الحياة، وإجبارهم على العيش في ظروف لا يستطيعون العيش فيها من خلال ذراع القانون القوي، وإجبارهم على البقاء في مثل هذه الظروف حتى يأتي ذلك الموت الذي هو النتيجة الحتمية”.
يعلم ترامب أن هؤلاء الآلاف من الضحايا سوف يهلكون، ومع ذلك يسمح لهذه الظروف بالبقاء، وهنا القتل يكون عن سبق الإصرار والترصد وهنا لا أحد يستطيع الدفاع عنه ولا حتى شركة محامين، بينما يبدو أن ترامب وبولسونارو مذنبان بارتكاب جريمة قتل اجتماعي، على الأقل من الدرجة الثانية، إن لم يكن الأولى، فماذا عن القادة الآخرين الذين وصفوا مقويات مختلفة غير فعالة وغيرها من العلاجات العشبية لمكافحة Covid-19؟، قد تتم مناقشة قضية القتل العمد ضدهم بنجاح في المحكمة كرئيس مدغشقر أندري راجولينا الذي حث الناس على شرب منشط عشبي يسمى “Covid-Organics”، ويتم إنتاجه في بلاده من نبات Artemisia annua وتم تسليم حمولات منه إلى تنزانيا وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وليبيريا.
كان الرئيس التنزاني جون ماجوفولي أحد مؤيدي المنشط وقال لإذاعة صوت أمريكا في أيار 2020 ، “الآن عندما تزعم مدغشقر أن لديهم دواء لفيروس كورونا فإن النقاش هو:” لماذا لا ندعم نحن هذا الابتكار من قارتنا؟، ثم جاءت الإجابة على هذه الأسئلة بعد فترة عندما توفي هو نفسه بسبب Covid-19.
أخيراً بالنظر إلى جميع السياسات التي يُحتمل أن تكون إهمالا جنائيًا التي سنتها الأنظمة اليمينية للتعامل مع Covid-19، يمكن أن يصبح جدول أعمال المحكمة الدولية في لاهاي مزدحمًا كما هو الحال في نورمبرغ عندما تم تقديم القيادة الألمانية النازية للعدالة على جرائمها ضد الإنسانية.
بقلم: واين مادسن
المصدر: Strategic Culture