ثورة أون لاين :
عقد مصرف سورية المركزي يوم الأربعاء الماضي جلسة تدخل سماها «نوعية» مع شركات ومكاتب الصرافة بائعاً وشارياً للقطع وهي المرة الأولى التي يقدم على ذلك بالاتجاهين.
وعرض المصرف المركزي للبيع 20 مليون دولار لم يتقدم لشرائها أحد، كما لم يبع للمصرف أحد في الاتجاه الآخر.
ويمكننا القول إنه بهذه الجلسة المركزي يتحدى أن يقدم أحد على بيع أو شراء الدولار من قبل ما تبقى من شركات ومكاتب الصرافة بعد أن قلمت أظافرها وخلعت أنياب أكثرها شراسة، وهذا حق الدولة، وكذلك حق المواطن على الدولة فما فعلوه يعتبر خيانة للوطن.
وقد أراد المركزي بهذه الجلسة «التحدي» أن يقول للجميع إن السوق قد أشبع وتوازن العرض مع الطلب في بيع وشراء الدولار، وهذا ليس صحيحاً بالمنطق العلمي للأشياء.
فالمتابع للسوق السوداء يجد أن الفوضى والترقب والحذر مازالا يسودان الموقف وهو ما لا يشجع على المغامرة من قبل البائعين أو الشارين على إتمام أي عملية بيع وشراء إلا تحت ظرف طارئ وحاجة ماسة للدولار أو الليرة السورية لمن يحمل مبالغ من هذا أو ذاك.
وهذا ما يوصلنا إلى نتيجة أن جلسة التحدي التي عقدت، لم تعقد في الوقت المناسب حيث أن أسعار البيع المطروحة لا تقترب من أسعار السوق وهو ما لا يشجع على البيع ولا حتى على الشراء.
الأهم من كل ذلك هو الحاجة الماسة إلى تثبيت أسعار الصرف وهو التحدي الحقيقي للمركزي والدوائر المالية والاقتصادية المعنية، لأنه يبنى عليه ما يبنى، فهل نشهد هذا التحدي الحقيقي أم نبقى نتحدى خلف الحلبة!!
أحمد عرابي بعاج