غد واضحاً وبيناً أن التغول الغربي يزداد شراسة، ويبدل أدواته باستمرار من أجل الوصول إلى أهدافه في السيطرة على العالم ونهب ثرواته ..
ولم يعد الاستعمار التقليدي ذا فائدة كبيرة فكان لابد من ألوان وأساليب جديدة انطلقت من المتاجرة باسم الإنسانية والقيم وإطلاق مصطلحات طنانة رنانة من منصات الأمم المتحدة لتكون أدوات التدخل في شؤون العالم .
فمن ذا الذي يكره الحرية والكرامة والسيادة والرفاه والصحة والقرار المستقل …هل من شعب في العالم يكره هذا ..؟.
لا نظن أنه موجود على هذا الكوكب ..أليست هذه مصطلحات يتاجر بها الغرب ومن على منصات ومنابر الأمم المتحدة ..
لكن هل يمكن لأحد في العالم بعد كل الذي جرى ووقع أن يصدق أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يفعلون ذلك؟.
هل تدمير الدول ومقدراتها هو الحرية..وهل التدخل في شؤونها هو السيادة…لن نقدم جواباً، فالجميع يعرف ما هو الواقع ..
إنها مصطلحات لفظية للمتاجرة وباسم العالم، ولكن لماذا نتركها في سوق النخاسة الدولية يتاجرون بها؟.
أليس من واجب المفكرين والفلاسفة والكتاب وصناع الرأي الذين يؤمنون بهذه المباديء والقيم أن يكونوا جدار الصد في محاولة استلابها ..
الأمر ليس بهذه الصعوبة، لكنه ليس بالسهولة التي نتخيلها فقد عملت آلة الدعاية الغربية منذ زمن طويل على مقولة أن ما من شيء ذي قيمة إلا ما يأتي من الغرب ..
إعلام الآخر كاذب .. ثقافته هشة .. دواؤه ليس بنافع وقس على ذلك … بل أمامنا مثال حي واضح وصارخ هو اللقاح الروسي للوقاية من كورونا والذي أثبت أنه الأنجع في العالم..أرايتم السعار الغربي ضده والحملات المجنونة التي أعدت بعناية وإتقان وتبنتها حتى الأنظمة التي تدعي أنها تسعى لخير العالم ..
من الضرورة بمكان أن يحشد الكتاب والمفكرون ويعملون على تفكيك كذبة الغرب في تبنيه القيم والمباديء التي اختزلها لمصطلحات وحشدها بقوة السلاح ..
الشعوب التي تحارب الهيمنة وترفض التدخل في شؤونها الداخلية وتحترم استحقاقاتها الوطنية والدستورية وتمضي إلى الإنجاز الفعلي هي التي صدرت القيم والمباديء وهي التي تثريها وتزيدها صلابة وقوة ..
ويعرف العالم أننا في سورية في مقدمة هذه الشعوب .. بل نحن من أعاد إلى المباديء الإنسانية وجهها الحقيقي …لهذا نمارس سيادتنا ونعيش فعل الإنجاز …ولا ننتظر شهادة حسن سلوك من أحد.. نحن من يجب أن نعطي هذه الشهادات لتكون وثيقة على هذا العصر الذي أرادوه متوحشاً لكننا أنسناه مع قوى التحرر العالمية، وسنعيد بهاء الفكر الإنساني مهما طال الزمن.
معاً على الطريق …بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن