لم تكن مشاركة السوريين بالاستحقاقات الدستورية التي شهدتها البلاد خلال عشرات السنين التي مضت، إلا مشاركة فاعلة ومؤثرة تمثلت من خلالها مسألة الديمقراطية الوطنية بوضوح بعد أن كانت صناديق الاقتراع تقول كلمتها الفصل.
واليوم ونحن على أعتاب استحقاق دستوري جديد، يتمثل بالانتخابات الرئاسية ربما تكون الظروف قد اختلفت عنها قبل سنوات الحرب العدوانية على سورية، إلا أن شيئاً لم يختلف لجهة استعداد السوريين للمشاركة وممارسة حقهم الدستوري في الانتخاب واختيار من يثقون بقدراته ويطمئنون لقيادته.
فرغم صعوبة الظروف الحالية التي تمر بها البلاد وازدياد حجم الهجمة وتعاظم شراستها من قبل قوى العدوان للنيل من صمود الشعب السوري والتأثير على قراراته وخياراته، إلا أنها ستشكل حافزاً ودافعاً حقيقياً لنا لنكون أكثر التصاقاً بوطننا من خلال التمسك بثوابتنا والدفاع عنها، وستكون المشاركة الواسعة بالانتخابات الرئاسية هي واحدة من الردود القاسية التي سيتلقاها المراهنون على سيادتنا.
قد يكون التحدي كبيراً إلا أن السوريين اعتادوا أن يواجهوا العدوان بمزيد من الثبات والوعي وتكذيب كل روايات الغرب وما يسوقه البعض من أتباعه الراغبين لزعزعة ثقتنا بوطننا ومبادئنا والطامحين للحصول على مكاسب من خلال السطو على مقدرات بلادنا وخيراتها.
هو استحقاق سوري بامتياز ولنا نحن أبناء هذه الأرض أن نحدد ونختار بإرادتنا وبمطلق الحرية، لنرسم جميعاً ملامح الانتصارات القادمة التي ستضاف على سجل سورية المليء بالمواقف الوطنية الثابتة والتضحيات العظيمة التي قدمها أبناء هذا الوطن في مواجهة كل ما حيك وسيحاك من مخططات إجرام واستعمار وتسلط من قبل الأعداء.
حديث الناس- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو