الثورة أون لاين- ناصر منذر
طوال السنوات العشر الماضية من عمر الحرب الإرهابية، أسقط السوريون كل رهانات القوى المتآمرة، وأفشلوا مخططاتها، وسجلوا انتصارات كثيرة في الميدان والسياسة، دفعوا أثماناً باهظة لحماية سيادتهم واستقلالهم، وصون كرامتهم، ولم يستسلموا، أو يتنازلوا عن أي من مبادئهم وثوابتهم وقيمهم النضالية، واليوم يخوضون غمار معركة الواجب الدستوري تجاه الوطن، يعززون من خلالها انتمائهم لبلدهم المقاوم والصامد في وجه الإرهاب ورعاته الدوليين والإقليميين.
الانتخابات الرئاسية في هذه الظروف الاستثنائية، ليست مجرد عملية سياسية إجرائية، وإنما هي معركة متكاملة الأبعاد، فقوى الإرهاب والعدوان سخرت ولم تزل، كل إمكانياتها وأدواتها، لمنع السوريين من كسبها، وإظهارهم ضعفاء، غير قادرين على تحديد خياراتهم الوطنية، وتلك القوى تنتظر هذه المعركة لنزع شرعية الدولة، وفتح الأبواب أمام تدخلات أخرى، وشن حروب عدوانية إضافية، تحت ذرائع وحجج مختلقة، هم يسعون لإحداث فراغ دستوري يسهل عليهم مهمتهم القذرة، وأعدوا مسبقاً خططهم، وجهزوا أدواتهم الإرهابية من “داعش والنصرة”، من أجل ترهيب السوريين، وتقويض أمنهم يوم إجراء هذه الانتخابات، لمنعهم من ممارسة حقهم الدستوري، ألا يعد هذا مدلولاً كبيراً على أهمية هذا الاستحقاق؟، ويؤكد في الوقت نفسه أن لا خيار أمام السوريين سوى كسب هذه المعركة، لإسقاط مراهنات الأعداء؟.
اليوم يزداد سعار منظومة العدوان بقيادة الولايات المتحدة، وتتصاعد حدة الهجمة الإرهابية، بدءاً من إعادة ترميم صفوف الأدوات الإرهابية المتصدعة، مروراً بالتمادي بفرض العقوبات وسرقة الثروات النفطية والزراعية، وصولاً للاستثمار الرخيص للهيئات والمنظمات الدولية المرتهنة للقرار الغربي، ومنظمة حظر الكيميائية ومجلس حقوق الإنسان أنموذجاً، وكل ذلك من أجل التشويش على الاستحقاق الرئاسي ومحاولة تعطيله، ولكن الشعب السوري لم يعهد يوماً الاستسلام أو الخنوع، هو شعب حي مقاوم، تزداد صلابته ومنعته كلما تعاظمت الضغوط والتحديات، وهو بلا شك قادر على مواجهة ضغوط الغرب المتصاعدة، ولا تنقصه القدرة على إعادة استنباط الحياة من رحم المصاعب والتحديات، فهو يتصدى للإرهاب والعدوان، ويواجه الحصار، ولا ترهبه الحرب النفسية الغربية المبنية على تلال من الأكاذيب والتضليل لمحاولة اختراق جدار صموده وكسر إرادته، وهو بكل تأكيد سيجل نصراً إضافياً ضد قوى البغي والعدوان.
كما انتصر السوريون في معاركهم السابقة، فإنهم سينتصرون في السادس والعشرين من أيار لوطنهم، بإنجاز استحقاقهم الدستوري رغم أنوف الأعداء، سينتصرون بقوة إرادتهم وعزيمتهم وثباتهم، وبصلابة جيشهم الباسل وعظيم تضحياته، وبعمق انتمائهم وجذورهم الحضارية، فهم وحدهم أصحاب الحق في اختيار مستقبلهم، ولا توجد قوة في العالم بمقدورها انتزاع هذا الحق من أيديهم.

السابق