الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
أثبتت الأيام القليلة الماضية، التي شهدت تمسك السوريين بإجراء الانتخابات الرئاسية بالموعد الذي حدده دستورهم، أنهم سائرون بإرادة قوية نحو إجراء هذا الاستحقاق، وأنه بات بالنسبة لهم محطة جديدة في محطات تشبثهم بإرادتهم الحرة، وسفراً جديداً في دفتر انتصاراتهم على الإرهاب وداعميه ومشغليه، رغم كل الضغوط الممارسة عليهم، ورغم كل إجراءات الحصار الجائر والعقوبات الظالمة بحقهم، والتي جاءت تحت ما يسمى زوراً وبهتاناً “قوانين” مزعومة، وهي لا تمت للقوانين الدولية ولا للشرائع الإنسانية ولا للقرارات الأممية بصلة.
وأثبتت الأيام والساعات الماضية أن أهلنا متشبثون بالحفاظ على استقلالهم وسيادتهم على أرضهم ووحدة ترابها، وسيمارسون حقهم الدستوري بكل حرية وشفافية، رغم كل ما ذكرناه من حصار جائر، وعقوبات ظالمة بحقهم، حرمتهم لقمة العيش ورغيف الخبز والطاقة وحبة الدواء وكل ما يحتاجونه للعيش بكرامة.
سيمارسون هذا الحق الذي كفلته القوانين الدولية لهم رغم التهديد والوعيد الغربي بالويل والثبور وعظائم الأمور، ورغم كل الضغوط الأميركية والأطلسية، التي بلغت ذروتها في استنفار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والإيعاز لدول العدوان الأعضاء فيها للتصويت على قرار جائر ضد سورية يجمد عضويتها في المنظمة، مع أنها كانت عضواً متعاوناً معها بكل شفافية، وأوفت بكل التزاماتها نحوها بشهادة القاصي والداني، وبشهادة العديد من خبرائها الذين رفضوا هيمنة واشنطن واملاءاتها لتغيير أقوالهم وشهاداتهم.
ستسير عربة السوريين الدستورية رغم أنهم يدركون أن منظومة العدوان لن تتوقف عند حد استنفار هذه المؤسسة الدولية ضدهم، وأنها ستخطط في قادم الأيام لاستنفار مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات الدولية لتمارس الأدوار العدوانية ذاتها التي اعتاد العالم رؤيتها خلال سنوات الحرب الإرهابية العشر على سورية.
سيمضون في خياراتهم رغم معرفتهم أن ذروة التصعيد الغربي بلغت حد استنفار منظومة الشرّ الأميركية للتنظيمات الإرهابية التي أعادت إنتاجها وتدويرها في قاعدتها العسكرية غير الشرعية في “التنف” وزودتها بالأسلحة والمتفجرات وأعدت لها الخطط للبدء بمحاولة تعطيل هذا الاستحقاق وزعزعة أمنهم، من خلال القيام بالأعمال الإرهابية في المدن الكبرى، وقد خاب مسعاها بعد فجيعتها بمقتل المئات من هؤلاء الإرهابيين بقصف مقراتهم.
سيمضون في إنجاز هذا الاستحقاق السيادي، وسينجحون كما نجحوا في دحر الإرهاب الدولي، وسيعيدون إعمار مدنهم وقراهم، وستعود البسمة لأطفالهم وهم يحصدون قمحهم بأيديهم، وينتجون رغيف خبزهم البلدي المميز، وهم أكثر إيماناً بقدرتهم على تحقيق آمالهم.