الثورة أون لاين – جاك وهبه:
تعتبر الصناعات الغذائية في سورية من أهم القطاعات المرتبطة بالعديد من القطاعات الأخرى لاسيما الزراعة منها، كما أنها داعم حقيقي للاقتصاد الوطني، لذلك عملت المجموعات الإرهابية المسلحة على استهداف البنية التحتية لها بشكل ممنهج في محاولة خبيثة منها لاستنزاف وتدمير وبشكل مباشر مقدرات هذه الصناعة التي استطاعت أن تنفض غبار الحرب والعودة وبشكل تدريجي إلى ألقها بقوة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها جيشنا الباسل على العصابات الإرهابية المسلحة التي كانت تعيث فساداً في مناطق الإنتاج الزراعي والصناعي.
وقد بلغت القيمة الإجمالية للأضرار التي لحقت بشركات ومعامل المؤسسة العامة للصناعات الغذائية منذ بداية الحرب الكونية على سورية 24.18 مليار ليرة منها 12.99مليار ليرة أضرار مادية مباشرة و11.18مليار ليرة أضرار مادية غير مباشرة “بحسب التقرير الصادر عن وزارة الصناعة”.
توقف عن العمل
مدير عام المؤسسة ريم حلله لي بينت أن عدد شركات المؤسسة المتوقفة عن العمل بسبب الأعمال الإرهابية 4 شركات ومعملان من أصل 15 شركة، هي شركة بردى لصناعة البيرة بدمشق المتوقفة عن العمل نتيجة استهدافها عام 2013، وتم تسليمها للمؤسسة في نهاية عام 2016 بعد تطهير المنطقة من رجس العصابات المسلحة، والشركة السورية لصنع البسكويت _غراوي المتوقفة منذ عام 2010، وشركة اليرموك لإنتاج المعكرونة والشعيرية المتوقفة منذ عام 2011 بسبب الخسارة حيث يتم استخدام منشآتها لصالح المحافظة، كما تم تأهيل جزء من البنى التحتية عام 2019 ضمن الخطة الإسعافية وتتم متابعة المشروع خلال العام الحالي، وكذلك شركة الشرق للمنتجات الغذائية بحلب التي توقفت عام 2012 بسبب الأعمال الإرهابية ويتم حاليا تعديل دراسة الجدوى الاقتصادية لتشغيل معمل الألبان وكذلك استكمال تأهيل معمل البيرة الكحولية وهو حالياً قيد التعاقد على نقل خزانات التخمير من معمل بيرة بردى، وبالنسبة للمعامل فهي معمل كونسروة الميادين المدمر والمتوقف عن العمل منذ عام 2007، ومعمل كونسروة ادلب.
تدمير للبنى التحتية
كما تعرضت بعض الشركات العاملة حالياً إلى تدمير في بناها التحتية وخطوط الإنتاج (زيوت حلب –ألبان دمشق –كونسروة دمشق –تعبئة المياه وحدتا بقين والفيجة –الشرق بحلب –غراوي) إضافة لتسرب اليد العاملة من الشركات.
انخفاض الطاقة الإنتاجية
وأضافت أن الحرب الكونية على سورية أثرت بشكل مباشر أيضاً على العملية الإنتاجية لشركات المؤسسة حيث انخفضت طاقتها الإنتاجية نتيجة خروج مناطق زراعة المحاصيل الزراعية ما سبب انخفاضا في كمية المواد الأولية اللازمة للعملية الإنتاجية وخاصة في شركات الزيوت، الكونسروة، والعنب، وتجفيف البصل، حيث تعرضت شركة زيوت حلب لانخفاض طاقتها الإنتاجية نتيجة تدمير معاملها الثلاثة وخروجها من العملية الإنتاجية حيث كانت قبل الحرب في عام 2010 تستقبل 168 ألف طن من مادة بذر القطن من الكمية المخطط لها والبالغة 217 ألف طن بنسبة تنفيذ 81% في حين أدت الأزمة إلى انخفاض طاقتها إلى 30 ألف طن في عام 2016 من مادة بذر القطن لم ينفذ منها شيء، كذلك الأمر بالنسبة لشركات العنب وشركة كونسروة دمشق وتجفيف البصل التي ترتبط خطوطهم الإنتاجية بالمواد الأولية المستلمة.
إعادة تأهيل
وأكدت حلله لي أنه وبعد الانتصارات التي حققها بواسل الجيش العربي السوري واستعادة المناطق التي كانت خارج السيطرة تمت إعادة ترميم المباني وصيانة وإصلاح الآلات في كونسروة دمشق، وإعادة ترميم المباني الإنتاجية لوحدتي بقين والفيجة في شركة تعبئة المياه، وتأهيل بعض المباني وترحيل الأنقاض والأتربة في شركة الشرق بحلب، وإعادة تأهيل وترميم المبنى الإنتاجي لشركة غراوي.
ومع عودة الاستقرار إلى محافظة حلب عام 2017 وتحرير منطقة النيرب تم تأهيل معمل النيرب وإعادته إلى الإنتاج عام 2018 بعد تأهيل البنى التحتية وبعض الأقسام الإنتاجية على الخطة الإسعافية بحوالي 150مليون ليرة، في حين يتم استكمال إعادة التأهيل على الخطة الاستثمارية، أما بالنسبة لمعملي عين التل والليرمون فقد تعرضت للتدمير بشكل كامل.
خطوط إنتاج جديدة
وفي ظل الإمكانيات المتاحة والسيولة المتوفرة وحرصاً على استمرار العملية الإنتاجية تم العمل على إضافة بعض الخطوط الإنتاجية للشركات كخط منتج البرغل المجفف بالطاقة الشمسية يدوياً وحماصة زعتر في شركة بصل السلمية، وخط الحليب المعقم والمنكه وخط إنتاج اللبنة المعلبة في شركة ألبان حمص، وإعادة تأهيل وتشغيل خط اللبن واللبنة المعلبة ووضعه في الإنتاج، وإعادة تأهيل مركز تجميع حليب نبع الصخر في محافظة القنيطرة لتأمين المادة الأولية لشركة ألبان دمشق، والتوسع في إقامة معامل للمياه (الخفسة –السن) وإضافة خطوط إنتاج جديدة في كل من السن وبقين في شركة تعبئة المياه.
إنتاج ومبيعات
هذا وقد استطاعت المؤسسة رغم كل الصعوبات المتمثلة بعدم توفر المواد الأولية اللازمة لتحقيق الخطط الإنتاجية للشركات وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ونقص الكوادر البشرية تحقيق نتائج جيدة على مستوى الإنتاج والمبيعات خلال الربع الأول من العام الحالي وفق مديرها العام، حيث بلغت قيمة الإنتاج السلعي الفعلي بالأسعار الجارية لإجمالي الشركات التابعة للمؤسسة 17359 مليون ليرة مقابل 23227 مليون ليرة بالمخطط بمعدل تنفيذ 75% وبتزايد 144% عن نفس الفترة من العام السابق.
في حين بلغت قيمة المبيعات الإجمالية 16520مليون ليرة مقابل 23532 مليون ليرة بالمخطط بمعدل تنفيذ 70% وبتزايد 144% بالقيمة عن نفس الفترة من العام السابق.