يعول منتخبنا الكروي على اللاعبين المحترفين في الخارج، ويعقد آمالاً على بعض المغتربين،وهؤلاء في الرؤية الاتحادية والفنية يمثلون الثقل الوازن أو بيضة القبان؟! إلى جانب اللاعبين المحليين الذين سيكونون في خدمة أؤلئك، داخل المستطيل الأخضر طبعاً!، والمجموعة في خدمة الفريق ، والفريق يمثل المنتخب ، والمنتخب سفير فوق العادة لكرتنا، في مهمة حساسة وشاقة للوصول التاريخي الأول إلى نهائيات كأس العالم 2022.
الاعتماد على المحترفين والرهان على مردودهم,أمر وارد ونمط عمل في جميع المنتخبات العالمية، فالمحترفون يعنون أنهم مميزون ونجوم، ويتمتعون بخصائص لاتتحلى بها الخيارات الأخرى المتاحة، ولدى كرتنا وبالإضافة لما سبق ، فإن اللاعب المحترف مكتسب بالضرورة للشخصية والثقافة والحرفية، وهذه الأقانيم الثلاثة، لا يمكن أن تتوفر للاعبينا الذين تنحصر تجاربهم الاحترافية في الانتقال من ناد محلي إلى محلي آخر،فالأجواء في أنديتنا لا توحي بأي شيء له علاقة من قريب أو من بعيد بالاحتراف ،كما أن مسابقاتنا المحلية ، فنياً وتنظيمياً، لا تقدم أي إضافة ضرورية لثقافة كرة القدم، ناهيك عن ملاعبنا وأرضياتها المتهالكة التي تساهم في ضعف المستوى وانحدار الأداء وازدياد مخاطر التعرض للإصابات؟!
منتخبنا يحتاج إلى لاعبين جاهزين فنياً وبدنياً وشخصية وثقافة كروية، في سعيه الحثيث نحو تحقيق الإنجازات الآنية، لكن كرتنا ،أكثر ما تكون بحاجة لبناء لاعبين وتأسيسهم على ركائز علمية مدروسة، وهذه العملية لا ينهض بها مدرب أو اتحاد كروي،أو حتى اتحاد رياضي كامل، إنها منظومة من الفكر والإدارة والعمل والإمكانات المادية والبنية التحتية، إن كنا جادين في البحث عن الحلول الجذرية الناجعة؟! أما إن كنا غير مصممين على إجراء التغيير الشامل، وهذا الاحتمال أكثر رجحاناً، فمسيرتنا الكروية بين هفوة فسقطة فكبوة، وربما تأتي طفرة…لكنها لن تكون أكثر من طفرة.
مابين السطور-مازن أبوشملة
التالي