الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
شكّل نظام أردوغان ومرتزقته من الجماعات الإرهابية، أحد أدوات العدوان على سورية وذلك في إطار المشروع الأميركي الغربي الذي يستهدفها منذ عشر سنوات، فقد وفر ملاذاً آمناً للإرهابيين الذين عاثوا فساداً في سورية، كما قام هذا النظام الإرهابي بانتهاك السيادة السورية باحتلال أجزاء إضافية من الأرض السورية والاعتداء على المدن والقرى الآمنة، وممارسة الإرهاب بحق أهلها من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية ونهب المحاصيل الزراعية ونهب ثروات البلاد وسرقة المصانع وأثاث البيوت والمؤسسات الرسمية.
وتستمر قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بممارساتها الإجرامية وانتهاكاتها بحق المدنيين السوريين من أهالي محافظة الحسكة، إذ قامت مجدداً بقطع مياه الشرب من محطة علوك عن المدينة وضواحيها لأكثر من 16 يوماً على التوالي في استهداف مباشر لأكثر من مليون سوري على الرغم من الوضع الصحي الحرج المرتبط بجائحة كوفيد 19والحاجة لمياه الشرب من أجل المحافظة على النظافة في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً كبيراً بدرجات الحرارة، ما فاقم بشدة من المعاناة الكبيرة لسكان مدينة الحسكة وضواحيها.
إن هذه الممارسات التركية الوحشية المتكررة تشكل انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني خاصة ما يتعلق بعدم جواز استخدام المياه كسلاح حرب وهو الأمر الذي تتعمده قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الجماعات الإرهابية المسلحة، علاوة على انتهاكها لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يضمن حق كل إنسان بالوصول إلى مياه الشرب الآمنة باعتباره من الحقوق الأساسية الواجب احترامها من قبل جميع الدول، وباعتباره حقاً أساسياً يضمن الحق بالحياة والحق بالتمتع بالصحة.
وقد جوبهت تلك الممارسات بإدانات شعبية اجتماعية وسياسية عالمية، حتى أنها جاءت من أوساط سياسية تركية، داعية المنظمات الدولية ولا سيما منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للضغط على سلطات الاحتلال التركي لوقف هذه الممارسات الإجرامية بحق السوريين في محافظة الحسكة، وتسليط الضوء على هذه الانتهاكات وعلى تداعياتها الكارثية على المواطنين السوريين من أجل إعادة ضخ المياه من محطة علوك فوراً.
إن تمادي الاحتلال التركي بممارساته الإرهابية ضد أبناء الحسكة يشكل جريمة ضد الإنسانية، وهو يكشف التماهي القائم بينه وبين المشروعين الأميركي والإسرائيلي اللذين يستهدفان سورية، إلى جانب كون نظام أردوغان يحمل مشروعاً عثمانياً يستهدف المنطقة برمتها، فهو يعمل على إحياء الأطماع الطورانية العثمانية التي تتطابق مع الأطماع الصهيونية والغربية التي كشفتها سنوات الحرب العشر.
إن العدوان والاحتلال التركي ضد سورية مصيره الفشل في النهاية ولن يحصد سوى الخيبة والخذلان حاله حال كل الغزاة الذين مروا من قبل، وسيواجه العثمانيون الجدد نفس المصير الذي واجهه أسلافهم قبل أكثر من مئة عام.