مع تزايد الحاجة لتأمين دخل مادي مناسب في ظل واقع فرض صعوبات كبيرة في جوانب الحياة المعيشية، برز وبقوة الدور المهم والفاعل لمراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية في مختلف أرياف المحافظات، حيث تكريس مفهوم الاعتماد على الذات في توليد الدخل لدى سكان الريف عبر المشاريع متناهية الصغر المدرة للدخل والمساهمة بتحقيق الاستقرار السكاني والتنمية المجتمعية في الريف السوري.
ويحسب لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل سعيها لتفعيل عمل هذه المراكز والوحدات، وإعادة تأهيل ما خرج منها عن الخدمة بفعل الإرهاب والتدمير خلال سنوات الحرب الظالمة على سورية، حيث العمل وفق منهجية التنمية الريفية المطورة بهدف توسيع الشرائح المجتمعية المستفيدة من خدماتها، واستثمار مخرجاتها بأفضل الطرق، ففي استثمارها تحقيق مجمل أهدافها في تقديم شتى الخدمات المجتمعية.
ومع زيادة أعداد المستفيدين من خدمات المراكز والوحدات في مجالات عمل وإنتاج متعددة ولشرائح عدة، خاصة المرأة الريفية والمعيلة للأسرة، وتمكينها من تأمين دخل مناسب وعيش كريم لأسرتها، بدا الاهتمام بالتدريب والتأهيل ضمن خطط العمل المعتمدة كأمر ضروري جداً تفرضه متغيرات متلاحقة وتطورات ملحوظة بهدف تحقيق مخرجات عمل أكثر جدوى وفاعلية سواء على مستوى الكم أم النوع.
إذ بدا تعاون الوزارة مع الشركة العامة للألبسة الجاهزة وسيكون لتنفيذ برامج مشتركة للتدريب والتشغيل وإنتاج الألبسة الجاهزة في وحدات الصناعات الريفية في محافظة اللاذقية خطوة مهمة في طريق العمل لتفعيل واقع هذه الوحدات والنهوض في قطاع التنمية الريفية عموماً عبر برامج بناء القدرات، وتعزيز المهارات المهنية وإيجاد فرص العمل من خلالها لاسيما للفئات الأكثر هشاشة في الريف.
والمهم أيضاً هو توسيع دائرة الاهتمام بموضوع التدريب والتأهيل للمستفيدين في مختلف المناطق الريفية التي تتواجد فيها المراكز والوحدات، وذلك من شأنه أن يعطي نتائج جيدة على مستوى العمل والإنتاج، خاصة عندما يتم اعتماد منهجية مدروسة وبرامج تنمية ريفية ذات سوية عالية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المطلوبة والمشاريع التي يمكن القيام بها، والمزايا والبنى التحتية لمناطق الريف.
مع التأكيد على الاهتمام بمنتجات وأعمال المراكز والبحث المستمر لتصريف المنتج فيها وتسويقه نحو استثمار منهجي يحقق المردود المادي للمستفيدين ويعكس واقع عمل أنجح.
حديث الناس – مريم إبراهيم