الثورة اون لاين:
ربما لن نمل من القول إننا في خضم موج متلاحق ومتلاطم من التفجر المعرفي بكل شيء في المحتوى والأدوات التي تستوعبه، بل يبدو مجرد ذرة في مجرتها..
اعني الفضاء الإلكتروني وقدرته اللامحدودة على الاستيعاب والاستعادة بلحظات.. من هذا الاتساع الذي هو ميزة يجب أن نستفيد منها لكنها تبدو عند البعض علامات سلبية تماما بل ولصوصية في وضح النهار يعملون على استثمارها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا..
هنا يجب أن نكرر ما قاله مخترع المسدس لقد تساوى الجبان مع الفارس.. ومع الإنترنت والفيس بوك تساوى العالم مع من لايفك حرفاً..
هذا كما يخيل للبعض.. ولكن هل هذه هي الحقيقة..؟
بالتأكيد تحمل جانبا منها لكنها ليست مطلقة لقد زاد الفضاء الازرق من اختراق وسرقة الملكية الفكرية.. توسعت إلى حدود لم يعد يمكن ضبطها لاسيما في الصفحات الاجتماعية.. النسخ واللصق.. إعادة النشر من شخص لآخر.. لم يعد بالإمكان ضبط خبر ما بسرعة تناقله دون التحقق من الصحة والمصدر وما يحمل في خفاياه..
المهم سرعة النشر وحصد الإعجابات والمتابعة..
في عملنا الصحفي نقع على هذه النماذج التي تعيد تدوير الاخبار والمقالات والدراسات.. وللاسف وهذا رأي شخصي كون معظمنا لايقرأ ولا يتابع يقع في مطب أن الآخرين مثله، يضاف إلى ذلك عدم قدرته على إعادة إنتاج ما اختلسه جهراً.. بحركة بسيطة ينسخ يلصق يرسل للنشر..
وقد يقول أحد ما: أليس على الناشر مسؤولية…؟ بلى عليه ولكن كيف له أن يضبط إيقاع عشرات المحررين يضخون مئات الاخبار والدراسات والمقالات..
هنا نعود إلى الفلاتر الأولى التي تعبر من خلالها المادة..
بكل الاحوال ثمة من يعرف كيف يستفيد من هذا الثراء الذي علينا المساهمة به وتعزيزه بدلا من اللصوصية التي بدورها تقود إلى الحديث عن الكثير من ملامح السلبيات والعيوب التي ظهرت خلال العمل الذي ندعي انه احترافي وليته يكون كذلك.
لقد فقدت المعلومة هويتها وتوثيقها ولم يعد يمكننا الجزم بجدتها ومقدار ما يمكن أن يكون قد بذل من جهد في تحسين محتواها وجعلها قيمة مضافة..
هذه الحال انتشرت كما انتشار النار في الهشيم..
ومع ازديادها بدأت ملامح التتبع والبحث في أصولها… وقد تكفل محرك البحث غوغل بذلك مع صعوبة الوصول إلى المصدر الأساسي اذا لم يكن من الفضاء الازرق