الثورة أون لاين- دينا الحمد:
منظومة العدوان على سورية بقيادة أميركا وأدواتها في الغرب والمنطقة سعت على مدى عقد من الحرب والإرهاب، وبكل طاقاتها العسكرية والإعلامية والاقتصادية، أن تكسر سورية وتدمر مؤسساتها، وتخرجها من دائرة الصراع العربي/ الصهيوني، ولكنها فشلت تماماً بكل سياساتها العدوانية، بل وارتدت سياساتها الإرهابية عليها قبل غيرها، ولهذه الأسباب نراها اليوم تحاول التعويض عن فشلها، ودورانها بالحلقة المفرغة، بالهجوم على الانتخابات الرئاسية القادمة والتشكيك بشرعيتها، ومحاولة التدخل بشؤون سورية الداخلية من خلالها.
ورغم أن العالم بكل مؤسساته السياسية الدولية والحقوقية والقانونية، وبعواصمه التي تحترم دساتير الدول وخيارات شعوبها، تؤكد أنه لا تستطيع أي حكومة أو جهة أن تملي على دولة أخرى خياراتها وشكل انتخاباتها، وارتباطاً بهذه القاعدة لا تستطيع أي جهة أن تملي على السوريين خياراتهم، أو التوقيت والظروف الواجب تهيئتها لاختيار رئيس دولتهم، فإن هذه المنظومة الغربية العدوانية مضت بحملاتها المسعورة ضد سورية علها تنجز ثغرة تستطيع من خلالها إلى تحقيق أجنداتها الاستعمارية.
ولعل المفارقة الصارخة في مواقف هذه الدول الغربية العدوانية من الانتخابات السورية والتشكيك بشرعيتها أنها تأتي في ظل استمرار احتلال بعض هذه الدول غير الشرعي لأجزاء من الأراضي السورية، وبناء القواعد غير القانونية، فكيف لأميركا التي تحتل الأرض وتمارس الإرهاب وتحرق قمح السوريين وتسرق نفطهم وتبني القواعد غير الشرعية على أرضهم أن تتدخل بموضوع داخلي، وتدعي أنها حريصة على القانون وهي قوة محتلة وغاصبة للأرض؟.
لقد نص القانون الدولي على أن إجراء الانتخابات في أي بلد هو شأن داخلي تنظمه قوانين ذلك البلد ودستوره، كما أكدت مختلف الحكومات والمؤسسات الدولية أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية هو حق سيادي، ولا يحق لأي دولة التدخل فيه، أو دس أنفها في تفاصيله، لأنه تعبير عن تمسك الشعب السوري بسيادته واستقلاله، ورفضه كل الضغوط والتدخلات الخارجية، وإصراره على المضي إلى الأمام، وإعمار بلده وطي صفحة الإرهاب، وإفشال كل أشكال الحصار المفروض عليه.
لكن منظومة العدوان على سورية دائماً تسبح عكس التيار العالمي وتعارض القوانين الدولية، وتبحث عن تحقيق مصالحها الاستعمارية من خلال الضغوط على الدول والحكومات والشعوب، دون أن تدرك أن السوريين لديهم من الإرادة والعزيمة ما يكفي لإفشال كل مخططات الغرب، وما جرى خلال السنوات العشر الماضية خير شاهد