الثورة أون لاين – ميساء العجي:
تحية لمن لفحته الشمس فاسمر وجهه من أجل لقمة حلال لأولاده وتحية لمن تآكلت يداه من الاسمنت كي يعمر وطنه ويشدو بجدرانه إلى العالي، تحية إلى أولئك الذين لا غنى عن وجودهم أولئك الحاضرون في كل مكان، في المصنع والمعمل، وغيره يمضون زهرة عمرهم من دون مظلة تحميهم من لهيب شمس وزمهرير الشتاء في بعض الأحيان، يتفانون بعملهم. إنهم العمال حيث يحتفل بعيدهم في الأول من أيار كل عام هو بمثابة تكريم وتبجيل للطبقة العاملة التي تبذل قصارى جهدها في سبيل تحقيق الخدمات لبقية أبناء الشعب وكل قطاعات الدولة.
وفي بلدنا فإن لعيد العمال نكهة أخرى فبعد حرب دامت لسنوات عدة كان لها الأثر السلبي السيئ على كل مناحي الحياة وقطاعاتها بلا استثناء من دمار وخراب وسرقة وتدمير اغتيال للبشر والحجر.
إلا أننا شاهدنا وما زلنا نشاهد العديد من عمالنا لم يتوانوا يوماً عن الذهاب إلى أعمالهم رغم كل المخاطر والمصاعب التي تعترضهم، ورغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه إلا أنهم استمروا في مواصلة الكفاح والنضال فقد كانوا يداً بيد مع أبطال الجيش العربي السوري يحاربون الظلام والإرهاب بسواعدهم وأدواتهم، وهاهم اليوم يزرعون الأمل في مستقبل مشرق ينيرون فيه كل ظلام الإرهاب الذي خلّفه وراءه.
في أحد معامل العم أبو محمود يقول أحدهم من عمال الكهرباء إن عملنا فيه من الخطورة ما يكفي، لكننا خلال الحرب كنا نعاني من الخطر الدائم نظراً لوحشية الحرب العدوانية والقذائف التي كانت توجه إلى كل عامل يسعى لإصلاح الخراب الذي نشره إرهابهم والذي دنس أراضي بلادنا الخيرة والمقدسة.
ويذكر أبو محمود بالقول كنا نعمل على إصلاح الأعطال دون استخدام الأنوار حتى لا يتم قنصنا من قبل الإرهابيين وقد كنا باستمرار نصلح كل تخريب وسرقة وهدر من أجل أن يبقى الوطن سالماً، وأبناؤه بخير وتعود راياته إلى العلياء من جديد ويضيف أبو محمود إن وطننا قدم لنا الكثير فكيف لا نكافئه وقد كان في أحوج الفترات إلى أبنائه الشرفاء. لافتاً إلى استشهاد العديد من زملاء العمل، ونحن بمهمات نؤدي بها واجبنا تجاه وطننا الغالي ومع ذلك كله لم نهابهم ولم تتوقف سواعدنا عن الإصلاح ولا عن العطاء.
لذلك لا بد لنا من أن نبعث التهنئة إلى كل عامل ظل مواظباً ومستمراً بعمله خلال سنوات الحرب العدوانية دون كلل ولا ملل ولا استهتار أو هروب من أداء واجبه تجاه بلده.
إننا كعمال أثبتنا ونثبت للعالم أجمع أننا شعب يستحق الحياة، شعب نهض من تحت الرماد والركام الذي خلفه الإرهاب والإجرام ليتجه بكل طاقاته نحو نور الشمس إلى العلا والضياء.
فكل عام وعمالنا بألف خير، وتحية إلى كل الأرواح المتعبة الغنية بالكرامة والمحبة للوطن الغالي.