الثورة أون لاين- علاء الدين محمد:
اليوسفيات.. ليوسف حطيني
قصائد ونثرات من روح الكاتب.. ففي كل نثرة آهات وأنات وآلام لبلاد أنهكها الاحتلال.. ولكن عززها الصمود والمقاومة، ومازال ينبت في جوانبها الزهر والليمون والريحان.. وقد أبت كل رموز الأرض إلا أن تكون شاهدة في كل يوسفية (البحيرة والمريمية.. القدس والناصرة.. الجبل.. الخ)…
واللافت حضور- مخيم اليرموك- فلسطين الصغرى في عين الكاتب في معظم قصائده تلك حيث جعله أيقونة يتغنى به.. يواسية تارة ويمجده تارات حتى إنه حضر في قصيدة رثائه لوالدته (جنازة أمي ):
أما كان صمت المخيم فاجعة
في غياب الذين يريدون
أن يرشفوا من وداعك……
حيث صور الوطن أم والأم وطن بكل قواسمهما المشتركة.. و كلاهما تنزف لألمه وتعاني لفراقه، وكلاهما يحضان على الصمود والقوة ويمنحان الحياة.
وفي قصيدته( قيامة اليرموك ) بين كيف نتعالى على جراحنا الصغيرة بين أبناء الوطن لمواجهة الطاعون الأكبر عدو الأرض والإنسان وتفجير كل غلنا وألمنا في صدره.. يقول:
(هكذا كنا
نعض على جراح الآخوة الأعداء
ننسى طعنة المقتول للمقتول
في وضح النهار
هكذا نمحو خطايانا
ونرتق جورب التقسيم).. قصائده استقت عباراتها وأحداثها من واقع الحياة اليومية لفلسطين.. وفلسطين الصغرى (المخيم ) حيث لم يتعمد التصنع أو التكلف لانتقاء كلماته بل كانت نابعة من كل حدث وآه وغصة، ومن كل تفصيل ما زادها عمقاً وصدقاً وسهَّل ولوجها الى وجدان المتلقي… والأب.. كان له نصيب من شعره كما الأم.. من يعطي الحياة في قصيدته (ساعة أبي ) تفاصيل يومية مقدسة في حياة كل أب على تلك الأرض المقدسة يقول:
يذكره اليرموك
فكل مدارسه تتذكر ذاك المعماري
الطاعن في التعب
ذاك البنّاء العاشق……
شاعر اعتنق القضية وعشق الوطن وارتدى بردة المقاومة ككل ثائر على أرض فلسطين وكل مؤمن بقضيتها..
اليوسفيات “وقصائد أخرى ” صدرت عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق للشاعر يوسف حطيني

التالي