الثورة أون لاين- رشا سلوم:
تمر هذه الأيام ذكرى وفاة الشاعر العربي الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي عرف الحياة بحلوها ومرها، وذاق مرارة المرض والنضال أيضا، شاعر ترك بصمة في المشهد الشعري العربي عموماً، والفلسطيني خصوصاً، وربما كانت فدوى طوقان أخته التي استفاضت كثيراً بالحديث عنه في مذكراته، هي الشجرة الأكثر اخضراراً فيما تركه، إبراهيم طوقان الذي رحل في أيار عام 1941، يقول عنه موقع سطور:
(لقد بدأت مسيرة هذا الشاعر الأدبية منذ صغره، فقد نشأ في جوٍّ ثقافي محض، أسرته كانت منفتحة على العلم والأدب، وفي صغره التقى طوقان بالأستاذ نخلة زريق الذي كان له فضل كبير في حب إبراهيم للغة العربية والشعر العربي، وقد تمكن طوقان من إتقان اللغة الإنكليزية والتركية والألمانية والإسبانية، كما أنَّه التقى في بيروت بعدد كبير من الأدباء العرب، أبرزهم: وجيه البارودي، وحافظ جميل، وعمر فروخ، وبشارة الخوري الملقب بالأخطل الصغير الشاعر المعروف، كلُّ هذه الظروف ساعدت في تشكيل شخصيته الأدبية، فكتب طوقان الشعر الذي ظهر عليه الطابع الوطني، فعبَّر عن هموم الشعب الفلسطيني، وجسَّد معاناة أبناء وطنه خير تجسيد، خاصَّة في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين في تلك الفترة، فانتشرتْ أشعاره وأصبحت أناشيد وطنية مشهورة فلُقِّب بشاعر فلسطين، كما أنَّه كتب في الغزل وأبدع وأمتع فيه، وتمكَّن من التعبير عن أسمى مشاعر الحب في ظلِّ الألم والمعاناة ببراعة تامة)
في شعره التمرد على كل شيء، ودعوة للنضال والتوثب، وعدم الاتكال، لابد من الفعل من أجل الوصول إلى ألاهداف يقول طوقان:
َكفْكِفْ دموعَكَ ليس ين
فَعُكَ البكاءُ ولا العويل
وانهضْ ولا تشكُ الزما
نَ فما شكا إلاَّ الكسول
واسلكُ بهمَّتِكَ السَّبي
لَ ولا تقلْ كيف السَّبيلُ
ما ضَلَّ ذو أملٍ سَعى
يوماً وحكمتهُ الدَّليلُ
كلاَّ ولا خاب امرؤٌ
يوماً ومقصْدهُ نبيلُ
أْفنَيْتَ يا مسكيُن عُم
رَكَ بالتَّأوُّهِ والحزَنْ
وقعدتَ مكتوفَ اليديْ
ن تقولُ حاربني الزَّمنْ
ما لمْ تقمْ بالعبئِ أن
تَ فَمَنْ يقوم به إذن
كم قلتَ أمراض البلا
د وأنتَ من أمراضها
والشؤم علتها فهل
فتشت عن أعراضها
يا مَنْ حملْتَ الفأْسَ ته
دِمها على أنْقاضِها
أُقعدْ فما أنتَ الذي
يَسْعى إلى إنهاضها
وانظرْ بعينيْك الذئا
ب تعُبُّ في أحواضها
وطنٌ يُباعُ ويُشترى
وتصيحُ فليحيَ الوطنْ
لو كنتَ تبغي خيْرَهُ
لبذلتَ من دمِك الثمنْ
ولقمتَ تضْمِدُ جرحهُ
لو كنتَ من أهلِ الفطنْ.
والأوطان لاتبنى إلا بتضحيات الأبناء، ومن يصل مرتبة الشهيد الذي لاحدود لعطائه:
عبس الخطب فابتسم، وطغى الهول فاقتحم
رابط الجـأش والنـهى، ثابـت القلب والــقدم
لم يبـال الأذى ولـم، يثـنه طـارىء الألــــــم
نفسـه طوع هـمـة، وجـمت دونـها الهـمـــم
سار في منهج العلى، يطرق الخـلد منزلا
لا يبـــــــالي، مكبلا، نـاله ام، مجــدلا
فهو رهن بما عزم
ربما غاله الردى وهو بالسجن مرتهن
لم يشيع بدمعة من حبيب ولا سكن
ربما ادرج التراب، سليـبا من الكفـن
اي وجـه تهلــلا، يرد المـوت مقبـلا
صعد الروح مرسلا لحنه ينشـد الملا.
ومن أجمل وأدق الكتب والدراسات التي تناولت شعر طوقان، كتاب الدكتور احسان عباس، الذي حمل عنوان: ديوان إبراهيم.. أعمال شاعر فلسطين إبراهيم طوقان، صدر عن دار القدس عام 1975 م وقد قدمت له الشاعرة فدوى طوقان تحت عنوان: أخي إبراهيم
التالي