الملحق الثقافي:يوسف حيدر:
عناصر الإبداع، الاستقرار والمرونة والتخيُّل، ويجب أن يتميّز المبدع بإحدى تلك الصفات، إن لم تكن كلّها، فالإبداع لا يأتي من فراغٍ، وهو ليس مجرّد موهبة، فلا بدَّ أن تكون له عواملٌ ترسّخه، وتُظهره وتقوِّيه.. عواملٌ ذكرناها بداية وهي:
الاستقرار: من أهمِ عناصر الإبداع، ويتطلّب أن تكون شخصية الأديب أو الشَّاعر أو النحَّات أو الرسّام، وغيرهم من ممتهني الفنون الإبداعيّة، مستقرّة وواضحة وثابتة، وبعيدة كلّ البُعد، عن التخبُّط والتعكُّرِ واختلاطُ المشاعر والأفكار، وإلا تاه المبدع، وتشوّشت رؤاه المستقبليّة…
المرونة: هي المرحلة التي تلي الاستقرار في الأهميّة، لذلك يجب أن يكون المبدع مرناً وسلساً في الانسياب بين تقلُّباتِ الحياة، وتنوّع أساليبها ومبادئها، وأن يكون متفهِّماً لتقلّبات أفرادها، وتنوّع ثقافاتهم وتقاليدهم وأديانهم، ليكون قادراً أكثر على توظيفِ إبداعه بالشَّكلِ الصحيح، والأسلوب الأمثل، دون الاحتكاكِ بأيِّ شيءٍ يسبّب له النقد والإحراج، وهو ما يجعله قادراً على التفاهم مع الجميع وجذبهم والتأثير بهم.
التخيّل: يكمن في هذا العنصر جلّ الإبداع، ففيه عقره ومستقرّه، حيث تكمن الحرية في الفكرِ ونسجِ الأخيلة الحالمة والهادفة. هنا يبدع الإنسان إذا خلق عالماً آخر من جوف الطموح، وإذا ألبس كلماته الروح الحيّة، والطاقة المعبّرة، التي تتمكَّن من الوصول إلى القلوبِ والعقول.
الخيال هو طريقُ المبدع، نحو التطوّر والتألّق، وإذا وُجد مع تلك العناصر، اكتملَ الإبداع، وترسَّخت أفكار المبدع، وحقّق ما يصبو إليه من أعماله.
التاريخ: الثلاثاء4-5-2021
رقم العدد :1044