خسارتان متكاملتان..

عشرات الدراسات وكثير من المقترحات وتلال من الدراسات لمعالجة أوضاع المصارف وسيولتها واقتراح الحلول لمشكلاتها، وكلها لا تخرج عن نطاق الحلول النظرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
أما المصيبة الطريفة، فهي أن المصارف ذاتها لا يُقبل كلامها أو لا يؤخذ على محمل الجد على مستوى التنفيذ لكونها المعنية بالأمر، بل تُناقش شؤونها وتُستقبل الدراسات عنها وهي متفرج لا يمكن له المشاركة بشكل فعّال في صنع مصيره..
توسع مخيف تشهده سيولة المصارف تبعاً لحجم الفوائد التي تستقبلها، إذ تصل سيولة بعضها لما يفوق 2500 مليار ليرة سورية، في وقت تزداد الإيداعات فيه بشكل مضطرد مع عدم اعتبار فترة تقييد السحب إذ يبقي الكثير من التجار والصناعيين سيولة كبيرة بين أيديهم في الغرف المغلقة غير المعروفة.. بحسب الأخبار المتداولة!!
لعل النقطة الأهم في كل ما يتصل بعمل المصارف هو خسارتها الكبيرة بغض النظر عما تحققه من أرباح، سواء أكان ذلك مؤونة محررة ولم يلزم العمل بها، أم خسائر متوقعة ولم تقع، بل الخسارة تكمن في وجهين اثنين:
أولهما هو السيولة الكبيرة التي تتمتع بها المصارف ولا تملك لها قنوات توظيف أو مشاريع للتمويل، ما يعني أن المصارف تستقبل الإيداعات وتدفع عنها الفوائد وبالتالي خسارة كمية كبيرة من الأرباح.
أما ثانيهما فهو فوات المنفعة، إذ كان يمكن للمصارف تحقيق أرباح خيالية باعتبارها عصب الإعمار، لجهة تمويل المشاريع والاستحواذ على عشرات الشركات التي تعاني شح السيولة وبالتالي تتهيأ لإعلان الإفلاس، إنْ بالمشاركة أو بتمويل المشاريع التنموية والاستثمارية وسواها.
كل ذلك كان يمكن أن يجعل للمصارف السورية وجهاً آخر أكثر فعالية مما هو عليه الآن، (والحديث بطبيعة الحال لا يشمل جميع المصارف العامة لجهة أن بعضها تألّق وانتشل من الضعف قوة في السنتين الأخيرتين) بل يمكن لخلق القنوات التسليفية للمصارف جعلها القوة الاقتصادية الأكبر في سورية، وجعلها بديلاً حقيقياً وواقعياً لكل ما يُشاع من أساطير عن واردات الجمارك والضرائب وسواها مما نخره الفساد نخراً.
يوم بوشر العمل باستثمار النفط في أوروبا تقدم مجموعة من رجال الأعمال إلى أحد المصارف التخصصية لاقتراض مبلغ يمكنهم من النهوض بالمهمة، فقال مدير البنك ومالكه في الوقت نفسه: النفط سيتحكّم بالعالم وأنتم ستتحكمون بالنفط، والشركات ستتحكم بكم والمصارف ستتحكم بالشركات.. إذاً المصارف ستحكم العالم.. وها نحن اليوم..!!

 الكنز- مازن جلال خيربك

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا الرئيس الشرع وملك البحرين يؤكدان تعزيز التعاون الخارجية الأميركية: العلاقات مع سوريا تدخل مرحلة جديدة غروسي: نتطلع إلى تعزيز التعاون مع سوريا ونخطط لزيارتها مجدداً تعزيز التنسيق المشترك عربياً ودولياً في لقاء نقابي سوري سعودي  "المركزي" كوسيط مالي وتنظيمي بين الأسر والشركات  "وهذه هويتي".. "حسين الهرموش" أيقونة الانشقاق العسكري وبداية الكفاح    إصدار التعليمات التنفيذية لقرار تأجيل الامتحانات العامة   لبنان يعلن عن خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين على مراحل لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.. الحبتور يزور سوريا على رأس وفد رفيع قريبا  2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب