أعادت مواجهات الأمس بين الفلسطينيين وقطعان المستوطنين في القدس المحتلة توجيه البوصلة نحو فلسطين، القضية الأساسية والمركزية لشعوب ودول المنطقة، القضية التي نجح الكيان الصهيوني ومعه دول الاستعمار الغربي في تشتيت الانتباه عنها عبر نشر الحروب والنزاعات والصراعات وبث الفتن بالتزامن مع مشاريع التقسيم والتدمير والتطبيع والاستفراد بكلّ دولة عربية على حده.
حالة التوتر في الأراضي الفلسطينية على خلفية التصعيد الإسرائيلي الذي يتوقع أن يأخذ منحى جديداً خلال المرحلة القادمة، يعيد تثبيت جملة من الحقائق، لعلّ أبرزها أن الحقوق لا تموت بالتقادم،وأن إسرائيل ستبقى كياناً محتلاً للأراضي العربية، ولن تستقيم الأمور في المنطقة إلا بزوال هذا الاحتلال من جذوره، وكلّ الواقع الذي تجهد الأخيرة منذ عقود فرضه بالقوة والإرهاب والإجرام، هو مجرد وهم، تحاول أن تعيش فيه وسرعان ما سوف ينتهي في أي لحظة يقرر فيها الشعب الفلسطيني إنهاء الاحتلال.
الحقيقة الأخرى التي تعيد تثبيتها أحداث الأمس هي أن الاحتلال الإسرائيلي لن يزول إلا بالمقاومة والنضال والكفاح والعمل الفلسطيني الموحد الذي سيبدد هذا الوهم ويقطع أوصال إسرائيل التي تمثل رأس الإرهاب والإجرام في المنطقة والعالم .
المناورات الضخمة التي يبدأها كيان الاحتلال اليوم هي جزء وامتداد للتصعيد الإسرائيلي ضد محور المقاومة بشكلٍ عام، وضد دمشق بشكلٍ خاص وهي التي أخذت على عاتقها حمل لواء المقاومة والدفاع عن حقوق الأمة، لا سيما في ظل الأزمات الداخلية التي تلف الكيان الصهيوني والتي تتزامن مع ارتفاع منسوب القلق الإسرائيلي من تطورات الملف النووي الإيراني لصالح طهران وفي ظل الحديث عن استدارة أميركية للعودة إلى الاتفاق النووي تحت وطأة إصرار الجمهورية الإسلامية على التمسك بحقوقها المشروعة.
ما هو مؤكد أن المشهد يرقد على صفيح ساخن في ظل التصعيد الإسرائيلي المتدحرج والذي بدأ يأخذ طابعاً هستيرياً في ضوء الانتصارات المتلاحقة لمحور المقاومة، خاصة الانتصار الدستوري الكبير الذي ستحققه دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا ما يشرع الأبواب على الاحتمالات والخيارات كافة.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي