من أجل مستقبل سوري مشرق

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

بالتوازي مع معاركهم الميدانية على كل الجبهات التي يحاربون فيها الإرهاب، يقود السوريون معارك سياسية ودبلوماسية ودستورية لا تقل أهمية عن معارك الميدان، لعل أبرزها معركة الوعي الوطني التي باتت واقعاً مكرساً في حياتهم، وهم الذين يدركون ضرورة ممارسة حقوقهم وواجباتهم السيادية والوطنية والدستورية والتعبير عنها بشكل صريح وإرادة قوية وأمام العالم كي يبنوا وطنهم من جديد.
فالشعب السوري بات يدرك مدى الفهم العميق لكل التحديات والمعارك التي يواجهها وما ينم عن ذلك لجهة ضرورة تكريس مفهوم الوعي الوطني الذي مارسوه على مدار العقود الماضية التي تركت عظيم الأثر وكانت دروساً يقدمونها أيضاً للأجيال، وعندما يمارسونها ويحولونها من قول إلى فعل وبكل شفافية وبمواعيدها، فإنهم أيضاً يثبتون دورهم في الدفاع عن استحقاقاتهم وعن وطنهم وشرعيتهم وانتصاراتهم وإنجازاتهم، وإن حاولت التحديات الوقوف في طريقهم ومهما علت أصوات الغرب النشاز.
من هنا يؤكد السوريون أن معاركهم لا تتجزأ، خاصة معركة وعيهم الفاصلة، فهي من يضع النقاط على الحروف وتؤسس دائماً لمستقبل أفضل وأقوى، ولعل صناديق الاقتراع التي سوف تمتلئ بأصواتهم حباً بوطنهم وتقديساً لرسالته الخالدة هي نفسها التي ستبرهن على صدقهم ومدى عزيمتهم وإصرارهم على تلبية النداء خلال الأيام القادمة.
إنه نداء الوطن.. نداء الحياة.. نداء المستقبل.. ونداء الواجب الذي شكل الوعي الوطني كليته لدى السوريين نتيجة نضال وكفاح مستمر على مدى عقود مضت، للدفاع عن سورية وأهمية صون قرارها وسيادتها واستقلالها، فكم قدمت من تضحيات في سبيل ذلك، وهو ما كان عاملاً مهماً استطاع السوريون من خلاله طي جزء كبير من المؤامرات التي تستهدفهم، ومكافحة جزء كبير من الإرهاب الذي استهدف وعيهم وحاول تغييبهم عن الحقائق والوقائع وعن حقوقهم وواجباتهم بالدرجة الأولى.
لقد أظهر الوعي الوطني لدى شعبنا أنه أكبر من حملات التضليل بكافة مستوياتها وباختلاف ألوانها وتسمياتها، وانطلاقاً من هذا فإن تأكيد السوريين على ضرورة المشاركة في استحقاقاتهم الدستورية والوطنية يندرج في إطار ذلك، ويقدم عهداً على ذلك لمن دافعوا ويدافعون عن سورية، وهو ما يشكل منارة وطنية للأجيال القادمة من أجل المضي على نفس درب آبائهم وأجدادهم، في مكافحة الإرهاب وطرد قوى الشر والعدوان وأهمية إتمام مسيرة البناء والإعمار من أجل مستقبل مشرق أساسه النضال والتمسك بالحقوق والواجبات كهدف أسمى لبناء حياة الإنسان.
إن الاستحقاق الدستوري الذي سوف نخوضه في 26 أيار الجاري، سوف يؤكد الحس العالي بمسؤوليتنا لضرورة الاستجابة لتطلعات الوطن، الذي فيه إثبات لوجودنا وصون استقلالنا.. وفيه سيشكل السوريون ملحمة أخرى من ملاحم البطولة التي عرفتها سورية على مدى تاريخها ونصراً آخر يقاوم فيه مخططات الأعداء ونهجهم العدائي.. فكما حرروا بدمائهم مساحات من الجغرافيا.. فأصواتهم ستنتصر رغم الجراح والآلام.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"