الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة السورية تفاعل معها شعبنا تفاعلاً كبيراً لأنها تعبر عن أماله ونبضه وتطلعه لإعادة إعمار وطنه الذي دمره الإرهاب، ورغم اختلاف الانتماءات السياسية لكل مرشح عن الآخر، إلا أن حملاتهم الانتخابية تجتمع على خط وطني واحد وهو على العمل على إعادة إعمار سورية ونهوضها، وعلى دحر الإرهاب وتحرير الأرض من الغزاة والمحتلين والمرتزقة والمتطرفين.
كما وتعبر هذه الحملات الانتخابية لمرشحين متعددي الانتماءات السياسية، وبشعارات تحمل مضامين وطنية، عن التعددية السياسية والفكرية التي انتهجتها سورية منذ أمد بعيد، وعن حرص المؤسسات السورية على المساواة بين المرشحين مهما تعددت انتماءاتهم السياسية، وعلى تأمين الأجواء المناسبة للقيام بحملاتهم.
فالسوريون في مختلف شوارعهم ومدنهم، وعلى المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، يتفاعلون مع شعارات حملات المرشحين الانتخابية بكل حماس من أجل الانتقال إلى قول كلمتهم الفصل في اختيار رئيسهم الذي سيعبر بهم إلى بر الأمن والأمان والاستقرار وإعادة البناء وتحرير الأرض من الغزاة.
هذا المشهد الذي رسمته الحملات الانتخابية يؤشر إلى أن الديمقراطية في سورية تترسخ أكثر وأكثر، وأنها ليست دخيلة على الحياة السياسية في بلد نذر نفسه للدفاع عن القضايا العربية دون أي مقابل، بل إن هذه الديمقراطية متجذرة في ثقافة مواطنيه منذ القدم، وها هي تتجسد اليوم عبر الانتخابات الرئاسية بكل تجلياتها على أرض الواقع.
وقد جاءت الحملات الانتخابية بصورتها التعددية والديمقراطية لتؤكد للعالم كله، ولمنظومة العدوان على وجه التحديد، أن السوريين هم وحدهم من يقررون مصيرهم ويرسمون مستقبلهم، وهم وحدهم من يضفون الشرعية على استحقاقاتهم الدستورية، وأنهم أصحاب الحق، وسيمارسون حقهم بالمشاركة بالانتخابات بكل شفافية وعزم وإرادة وتصميم، رغم ممارسة الضغوط الغربية وتشكيك واشنطن وأدواتها وأتباعها بشرعية الانتخابات ومحاولتها الطعن بها.