ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
قبل الأزمة كانت أسواق دمشق تجتذب مواطني الدول المجاورة القريبة، خاصة أيام العطل الأسبوعية لديهم حيث تكون أسواق دمشق مفتوحة تستقبل المواطن الأردني واللبناني الذي يشتري ويتبضع ويعود آخر النهار إلى بلده بعد أن يتغدى في مطاعم دمشق ويتذوق الكرم الدمشقي الأصيل.
هي رحلة استمتاع وتبضع في ذات الوقت حيث فارق الأسعار والجودة تلعب دوراً كبيراً في جذب الزبائن من الأردن ولبنان حيث يجد مواطنيها فارقاً كبيراً في الأسعار عن المستورد وفارقاً في الجودة عن المصنَّع لديهم.
ولا نبالغ إذا قلنا ما يعرفه من زار تلك البلدان المجاورة من أن نفقات التنقل والطعام أيضاً هي أرخص بسورية وبفارق كبير عن الدول المجاورة.
وحتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة ، نجد أن الاهتمام في عرض البضائع وتنظيم المعارض في الدول المجاورة يجب أن يحظى بالرعاية، ليبقى المنتج السوري متواجداً في الأسواق المجاورة كي لا يذهب المشتري إلى اقتناء ما يحتاجه من منتجات من دول أخرى تجعل من الصعب عودة المنتجات السورية مجدداً إلى تلك الأسواق وخاصة المنتجات النسيجية والقطنية والألبسة والأحذية وغيرها من الإنتاج المحلي الذي يلبي أذواق شرائح كبيرة من مواطني لبنان والأردن القريبين من بيئة المجتمع السوري.
ويعتبر نشاط رابطة مصدري الألبسة والنسيج بإقامة معرض لصناعة الألبسة في بيروت وهو الثاني من نوعه بعد أن لاقى المعرض الأول نجاحاً متوقعاً، دليل على أن الأسواق المجاورة ما زالت تفضل المنتجات السورية، وهذا أمر مهم جداً يجب عدم إهماله وعدم التفريط بالأسواق المجاورة، لأن بلدنا على أعتاب مرحلة جديدة من الإعمار والنشاط الاقتصادي والصناعي الذي يرافق هذه المرحلة.
ونحن بحاجة دائماً إلى أسواق، ليس فقط الأسواق القريبة في الدول المجاورة، وإنما توسيع قاعدة النشاط والبحث عن أسواق جديدة أو استعادة الأسواق التي خسرناها بسبب الأزمة، وهذه مهمة هيئة ترويج وتنمية الصادرات التي من المفترض وربما يكون هو ما تقوم به، ولكن علينا أن نذكر فقط.