كتّاب ومفكرون عرب وسوريون للثورة: موقف أميركا من الانتخابات تحصيل حاصل لعداء مستمر.. ولا تأثير استراتيجياً له
الثورة أون لاين – هلال عون:
ليس غريباً أن يشيب رأس أوباما من معاركه السياسية والعسكرية مع سورية.. أما بايدن فإن ما سيصيبه قد يكون أفدح وأعظم، فسورية تفعل ما يناسب مصلحتها وحقوقها ومصلحة العرب والمنطقة دون أي التفات لما يريده الأميركي الذي بات خروجه من أحادية قيادة العالم حتمياً بعد نتائج حربه العدوانية على سورية.. تقول أميركا إنها لن تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية السورية الحالية.. لنستطلع آراء بعض الكتاب والمفكرين والناشطين العرب والسوريين حول ذلك في هذا الريبورتاج:
قرار مفصلي وتاريخي..
الكاتب والباحث العربي الدكتور “رفعت سيد أحمد” رئيس مركز يافا للدراسات في القاهرة تحدث ل «الثورة» قائلاً: إن القرار السوري بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وحسب نص الدستور السوري هو قرار وطني سيادي سوري بامتياز ولا يحق لأي جهة في العالم التدخل في قرار سوري سيادي، فما بالك حين يتعلق القرار بانتخابات رئاسية تستفتى فيه إرادة الشعب السوري؟!.
وأضاف الباحث سيد أحمد إن القرار السوري بإجراء الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها هو قرار مفصلي وتاريخي خصوصاً أنه يعبر عن الإصرار السوري في ممارسة حقه الديمقراطي ما يتيح نقل سورية لمرحلة جديدة تعيد لها دورها الطليعي في المنطقة.
وتابع الباحث: إن الأصوات المعارضة لإجراء الانتخابات الرئاسية في سورية هي أصوات نشاز وخارج إيقاع السيادة السورية خصوصاً أن المنطقة والعالم يشهدان تغييرات استراتيجية لجهة تثبيت الرؤية الاستراتيجية الصحيحة للقيادة السورية، وهؤلاء الذين أعلنوا عن رفضهم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في سورية هو رفض نابع من الخوف من إرادة الشعب السوري.
ويضيف بأن رفض تلك الدول الاعتراف بنتائج الانتخابات وإقفال صناديق الاقتراع المتواجدة في سفارات الدولة السورية على أرضها يكشف زيف ادعائهم التمسك بالديمقراطية وبحقوق الإنسان.
ويكمل الباحث حديثه بقوله: شخصياً كتبت مقالاً في جريدة الوطن السورية بعنوان
“لو كنت سورياً” لكنت أول الواصلين إلى صندوق الاقتراع في دمشق قلب العروبة ونبضها.
إفشال المخطَّطات الخبيثة..
ومن الأردن الشقيق قال الأديب والكاتب والناشط السياسي “سعود قبيلات”: من المثير للاحترام أن تتابع الدَّولة السّوريّة أداء عملها والوفاء باستحقاقاتها الدَّاخليّة حسب جدول أعمالها هي وحسب لوائحها القانونيّة والدّستوريّة، وليس حسب رغبات الآخرين.
ويضيف: من الطَّبيعي أنَّ ذلك لا يعجب الإمبرياليّة الأميركيّة ودول حلف الأطلسيّ وأدواتها وتوابعها، لو كانت الإمبرياليّة الأميركيّة قد حقَّقت رغباتها في سورية، بالحرب الظَّالمة الَّتي شنَّتها عليها بالوكالة (ومباشرةً) طوال العقد الماضي، لكانت سورية قد أصبحت أشلاء مقسَّمة إلى دويلات طائفيّة ومذهبيّة وأثنية مبعثرة ومتصارعة، و لما كانت ثمَّة استحقاقات دستوريّة أو قانونيّة، صمود سورية وصلابة موقف قيادتها كان لهما دورٌ كبير في إفشال المخطَّطات الخبيثة الَّتي كانت تستهدف العالم العربيّ والمنطقة بشكلٍ عامّ وليس سورية وحدها.
وتمنى الأديب قبيلات بمناسبة الانتخابات الرئاسيّة الحاليّة للشَّعب السّوريّ الشَّقيق ودولته السَّلام النِّهائيّ، وبأن تعود سورية مجدّداً لمتابعة سيرها الظَّافر على طريق التَّنمية الوطنيّة المستقلّة والنّهوض والتَّقدّم، وأن تعود للاضطلاع بدورها المميَّز السَّابق في السِّياسة العربيّة وعلى مستوى العالم.
ضبط لإيقاع تطور الأحداث..
ومن لبنان الشقيق قالت الصحافية والكاتبة السياسية عبير بسام: الانتخابات في موعدها ضبط لإيقاع تطور الأحداث في سورية واحترام لمواعيد الاستحقاقات الكبيرة التي
ستواجهها سورية في هذا العام لذلك فسورية تحتاج إلى رئيس على مستوى المسؤولية الداخلية والدولية، مشيرة إلى أن الانتخابات الحالية ستلجم إلى حد كبير النقاش والكباش الدولي، فالغرب يعرف الفائز سلفاً، وإلا لكانوا أرسلوا مراقبين من الأمم المتحدة، مؤكدة بأنه لن تعترف أميركا لأن اعترافها معناه خروجها خاسرة من حربها المستمرة في المنطقة منذ العام 2011 وحتى اليوم، وأميركا إذا ما اعترفت فعليها الانسحاب من سورية، وتسليم الجيش السوري المناطق التي تحتلها في الجزيرة السورية..
الدستور فيها محترم ومقدس..
الدكتور عدنان جرعتلي (مغترب سوري في ألمانيا) تحدث عن رأيه فقال: سورية دولة مؤسسات وقانون، والدستور فيها محترم ومقدس، أما الغرب فلم نرَ للأسف من تعامله معنا إلا محاولات الإخضاع والإذلال والتبعية والهيمنة، وأميركا ليس لها حلفاء حتى الغرب الأوروبي القوي جداً مقارنة بعالمنا العربي تابع لأميركا وليس حليفاً.
ويضيف: تستخدم أميركا معنا الإرهاب والقتل والدمار لتركيعنا ولتحقيق أهدافها، رغم ادعائها الإنسانية والديمقراطية والتحضر!.
وأكد جرعتلي أن لكل مواطن سوري الحق الديمقراطي بانتخاب من يراه مناسباً لقيادة سورية في هذه المرحلة الصعبة .
موطن البشرية..
الدكتور رياض سليمان عواد (مغترب سوري في واشنطن) يقول للثورة: سورية هي مهد الحضارات الإنسانية وموطن البشرية، تتزين كما العروس بآثار تدمر وأوغاريت، وتحتفظ بأول أبجدية عرفتها البشرية، وهي منذ الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد وحتى اليوم ترابط على جبهة النضال والمقاومة والممانعة والصمود
والتصدي، وقد خاضت حرباً شعواء مع الإرهاب الهمجي المجرم وخرجت بقيادتها الفذة والملهمة كالعنقاء قوية بشعبها وأبية بقائدها، وستجري الانتخابات الرئاسية بموعدها الذي حدده مجلس الشعب السوري في 26 أيار 2021، وتساءل: لماذا تتدخل أميركا ضد إرادة الشعوب؟ وأين كانت أميركا عندما كانت سورية مهد الحضارات وزينتها وعنوان تطورها ورقيها؟ وهل نسيت أميركا والغرب أن المسيح الحي هو ابن سورية؟.
وتابع الدكتور عواد: أما عن اعتراف أميركا بنتائج الانتخابات من عدمه، فهذا لا يعني الشعب السوري العظيم لأن النصر اليوم وغداً هو لمحور المقاومة، محور الصمود في وجه القطب الواحد الغدار، والتصدي للعدوانية الإمبريالية والإرهاب الغاشم ومقاومة التوسع الصهيوني البغيض.