الثورة أون لاين – منال السماك:
في جعبهم آمال كثيرة.. وأحلامهم لا تقارب ترفاً ولا بذخاً بقدر عشق الوطن.. تزدحم أفكار وتتبارى أمنياتهم تسابقاً لتقفز في السادس والعشرين من الشهر الجاري نحو صناديق الانتخابات، محملة بالتمني و ممهورة برجاء لا يعرف المزاودة و لا النفاق.. فحب الوطن أولاً و ثانياً و ثالثاً وأخيراً..
في حين تتجه أنظار العالم إلى رقعتنا السورية الصغيرة.. تتأهب أقلامنا الوطنية لاختيار قائد وطني على مقاس خارطتنا الوطنية، و بحجم التحديات الجسام.. و بينما تزدحم شوارعنا السورية وساحاتنا بصور المرشحين الثلاثة، و تشرق علينا شعارتهم الوطنية التي تعدنا بغد سوري أفضل، تكبر الهمة فينا وتستيقظ أمنيات دفينة لتكبر قلوبنا بقائد قادم يحمل سوريتنا إلى غد مشرق، و يعبر بها إلى بر الأمان لنرسو على شواطئ أمان و استقرار وازدهار.
سوريون على أطيافهم كافة يبدون إصراراً لافتاً لكسب الرهان وإفشال مخططات ومؤامرات تحاك لإفشال الانتخابات الرئاسية، لرسم صورة قاتمة عن سورية فاشلة في مواجهة التحديات، و لكن ما زال الوعي الوطني حاضراً في كل المعارك التي نخوضها تحت سقف الوطن لحمايته من الارتهان والانقسام.
سورية تتأهب وأنفاس العالم تحتبس بين مراقب ومراهن ومتآمر، وبينما يعد السوريون لعرس وطني يقهر الأعداء و يصفع الشامتين ويصدم المراهنين، استعدت الأقلام وتأهبت بحبر وطني خالص قادر على اختيار الأفضل، و الأكثر قدرة على الابحار بسفينتنا السورية نحو الأمان و السلام.
عرين العروبة على موعد مع كلمة حق و اختيار صائب، من منطلق وطني و حس قومي و انتماء متجذر يأبى خذلاناً و حجوداً و نكراناً لوطن التضحيات، و قد حان موعد رد الجميل للقيام بواجب وطني و الادلاء بصوت الحق لاختيار قائد يقود البلاد في الزمن الصعب.
لكل منا تطلعاته وخياره و قراره بين المرشحين الثلاث.. يقول أحمد عز الدين صاحب مكتب عقاري: نحن الآن على مفترق طريق و محطة فاصلة، فإن لم نتعامل مع هذا الاستحقاق بمسؤولية و وعي، و إن لم نحسن الاختيار للشخصية القادرة على قيادة هذا الوطن بإخلاص و كفاءة عالية، فإننا نحن أول الخاسرين كشعب يتطلع نحو الخلاص من تبعات حرب اقتصادية كان الهدف منها جره نحو التمرد و الحراك السلبي، بينما زادتنا وعياً بمراد و غايات أعدائنا في هذه المرحلة الحساسة التي تتزامن مع الاستحقاق الرئاسي.
من لا يشارك ليس وطنياً..
هذا ما قالته الدكتور مها العامري – طبيبة أطفال ، فالمشاركة في الانتخابات تترجم وعياً وطنياً و تعكس انتماء و إخلاصاً لوطن يعيش مرحلة صعبة بكل المقاييس حيث تتكالب القوى المعادية لإفشال هذه الانتخابات و ثني المواطنين عنها، من خلال الضغط المادي و إشعال نار الغلاء، و لكن المواطنين كانوا على قدر من الوعي و حس المسؤولية، فرجحت كفة الوطن و خلاصه، و كان القرار الجماعي بالمشاركة بهذا الواجب الوطني، لاختيار الشخصية ذات الكفاءة والقدرة على قيادة المرحلة المقبلة.
دعد الحلبي ربة منزل، تقول: نحن ننتظر بفارغ الصبر يوم الاستحقاق الرئاسي لنقول للعالم أجمع نحن بلد الديمقراطية قولاً و فعلاً، و لن تثنينا الضغوط المادية لاختيار رئيس حكيم و كفء قادر على صناعة غد أفضل لنا و لأولادنا، وفي يوم الاستحقاق سنكون أمام صناديق الاقتراع لنمارس حقنا و نؤدي واجبنا الوطني لنخذل أعدائنا.
بعد أن أدى السوريون في الخارج واجبهم الوطني بشكل أذهل العالم وأثار حفيظة الأعداء لتدفقهم وإصرارهم على الاقتراع رغم كل العقبات التي وضعت أمامهم من قبل بعض الدول، سيكون يوم الانتخاب على مساحة خارطتنا السورية صفعة جديدة يتلقاها من أراد لوطننا الفراغ و الضياع، سنخنتار المستقبل الذي يرسم لوحة مضيئة لوطننا، ليكون انتصاراً لنا ومكافأة لصمودنا.