الثورة أون لاين – ريم صالح:
كم هو غريب ومثير للاشمئزاز حال أنظمة العدوان المتآمرة على سورية، فهي حتى اللحظة لم تقتنع على ما يبدو بأن كل سيناريوهاتها الإرهابية وخططها الفوضوية لم ولن تفلح في تغيير موازين القوى على الأرض، كما أنها لم ولن تستطيع أن تمس لا من قريب ولا من بعيد بإحداثيات المشهد السياسي السوري، أو بفسيفساء التلاحم الوطني الشعبي، أو الزخم الجماهيري المتماسك والمتشبث بحقه في المشاركة والإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية في هذا البلد الصامد المقاوم.
عجلة الزمن لن تعود إلى الوراء، ولا خبز للمحتلين على أراضينا، وكل مشاريعهم مصيرها الإفلاس، والشرعية في سورية اليوم وغداً وبعد غد يمنحها السوريون وحدهم، وهم فقط أصحاب القرار فيما يخص وطنهم، وسيادتهم، ومن يقود سفينتهم إلى بر الأمان والاستقرار، وليس نظام البلطجة الأميركي، أو تابعه البريطاني، أو المتشدقين بالحرية والديمقراطية القابعين في قصر الإليزييه بباريس.. هي حقائق ساطعة سطوع الشمس، ولكن تتعامى عنها أنظمة العدوان المارقة فهي لا ترى إلا ما يعتمل في نفسها من سيناريوهات تقسيمية، ونهبوية، ولا تسمع إلا ما تمليه عليها أطماعها الاستعمارية.
لذلك لم نستغرب أبداً مشهد الضوضاء والصخب الهستيري الذي أثارته وزارة الخارجية الفرنسية حول الانتخابات الرئاسية السورية، فهي إنما تعبر عن حالة الحقد الذي انتاب معسكر العدوان جراء الإقبال السوري الكبير على صناديق الاقتراع في كل سفارات بلادهم في الخارج، ليمارسوا حقهم الدستوري، ويؤدوا واجبهم الوطني الذي كفله لهم الدستور وجميع المواثيق الدولية.
قطار الانتخابات الرئاسية السوري انطلق بلا هوادة، ولن يقف أبداً رغم كل مفخخات الغرب الاستعماري، وترهاته، وعراقيله المفتعلة، أجل لن يقف إلى أن يصل السوريون إلى محطتهم الأخيرة، ويختاروا رئيسهم القادم، ويرسموا مستقبلهم بأيديهم، ويفرضوا إرادتهم، ويضعوا حداً لكل إملاءات أنظمة العدوان، وتدخلاتها اللا شرعية واللا قانونية واللا أخلاقية.