“واشنطن بوست”: أحداث القدس تشعل الخلافات داخل أميركا

الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:

إن تصوير ما يدور من سجالات بين أعضاء الحزب الديمقراطي بشأن “إسرائيل” بأنه صراع ثنائي الجانب بين المؤيدين والمعارضين قد غطى على ما يكتنف فصائل الحزب من خيبة أمل نتيجة سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد أفرزت ردود الأفعال على “أعمال العنف” التي استمرت 11 يوماً بين “إسرائيل” والفلسطينيين ظهور مجموعة جديدة من القوى التي رغم دعمها “لإسرائيل”، نجد بأنها ما انفكت تعبر عما يساورها من قلق نجم عن تزايد أعداد القتلى، الأمر الذي جعلها تطالب الرئيس بايدن بممارسة الضغوط على نتنياهو بغية وقف إطلاق النار الذي سرى مفعوله يوم الجمعة الفائت.
الجدير بالذكر أن تعاطف بايدن مع “إسرائيل” كان منذ بداية حياته السياسية، لذلك اختار اتباع الدبلوماسية الهادئة التي أصبحت أكثر علانية مع استمرار أعمال القتل، ولكن تعززت جهود الرئيس عندما أعرب أصدقاء “إسرائيل” القدامى عما ينتابهم من مخاوف إزاء الأحداث التي أسفرت عن مقتل نحو 264 فلسطينياً و12 إسرائيلياً.
سلط الخلاف القائم داخل السياسات الأميركية الأضواء على المواجهة بين أنصار “إسرائيل” الديمقراطيين ومجموعة متزايدة من التقدميين الذين يوجهون انتقادات لاذعة “لإسرائيل” ويتحدثون عن حقوق الفلسطينيين علناً، إذ تعالت أصوات التقدميين عندما وقفت النائبة رشيدة الطليب (العضوة الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس) مع بايدن مدة ثماني دقائق يوم الثلاثاء إبان زيارته إلى ولايتها، معربة عن وجهة نظرها، وشاجبة السياسات الإسرائيلية التي وصفتها بإتباع نظام الفصل العنصري والعنصرية، وطالبت أيضاً بالتخلي عن حل الدولتين (الذي أتفق عليه منذ فترة طويلة في السياسة الأميركية كونه أساساً للسلام) لصالح إقامة دولة واحدة ذات أغلبية فلسطينية، بيد أن بايدن لم يدخل معها في جدال وعوضاً عن ذلك أثنى على تعاطفها.
لقد تزايدت أعداد المنتقدين “لإسرائيل”، لكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى التغير الهام الذي طرأ على الديمقراطيين الذين ما انفكوا يدافعون عن الوجود الإسرائيلي وفي ذات الوقت يتخذون، بصورة متزايدة، موقفاً حاسماً ضد سياساتها.
وبرز هذا التغير على نحو جلي في تزايد نفوذ الديمقراطيين في مجموعة جي ستريت (مجموعة السلام المؤيدة لإسرائيل والمناهضة للحكومة الإسرائيلية الحالية) المقربة من لجنة الشؤون الأميركية الإسرائيلية العامة التي تتفق مع السلطات الإسرائيلية.
وعلى الرغم مما ذُكر عن الخلافات التي عمت الكونغرس في هذا الشهر بين أقوى مؤيدي الديمقراطيين ومنتقديهم “لإسرائيل”، فقد بدا من خلال الرسائل أننا قد نشهد ظهور تيار رئيسي جديد داخل الحزب.
دعت إحدى الرسائل التي أعدها النائب جيرولد نادلر، ووقع عليها 11 يهودياً من الديمقراطيين في مجلس النواب، الرئيس الأميركي لممارسة الضغوط من أجل وقف لإطلاق النار بصورة فورية، كما طالبت الرسائل بشجب الهجمات الصاروخية ضد الإسرائيليين، في الحين الذي انتقدوا به أيضاً العنف في القدس، بما في ذلك العنف الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي سبق تلك الهجمات، وقال الموقعون: “يجب أن يعلم الفلسطينيون أن الشعب الأميركي يقدر حياتهم كما يقدر حياة الإسرائيليين، ويقر أيضاً بحقهم في الحياة الآمنة والمطمئنة”.
ونشر نادلر تلك الرسائل في مقالة أصدرتها صحيفة نيويوك تايمز يوم الجمعة مؤكداً دعمه لإسرائيل غير أنه أدان الخطاب العدائي لنتنياهو وجهوده في المواءمة لدونالد ترامب.
على صعيد منفصل، جمع الجمهوريان ديفيد برايس وجيرالد كونلي 138 عضواً في مجلس النواب خلال 24 ساعة للدعوة لوقف إطلاق النار وطالبوا بايدن بممارسة دوره واتخاذ إجراء حاسم لإنهاء “أعمال العنف”.
أما في مجلس الشيوخ، فقد دعا أنصار “إسرائيل” القدامى، ومنهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية روبيرت منينديز، والسيناتور كريس مورفي وتيم كين أيضاً إلى ممارسة الضغوط على “إسرائيل” لإنهاء الصراع القائم.
وتحدث كل من برايس وكونيلي في مقابلات أجريت معهما عن تحول طفيف ولكنه واضح في آراء الديمقراطيين، وقد قال برايس: “نلتزم بعلاقاتنا مع إسرائيل ونتفهم تاريخها وما مرت به من صراعات، بيد أن مستقبل إسرائيل يعتمد على تلبيتها لتطلعات الشعب الفلسطيني”.
أما كونلي فقد رأى بأن الاستياء من نتنياهو وسياساته يعود إلى زمن بعيد، وقد تعمق نظراً لما اعتبره الديمقراطيون تصرفاً غير لائق في عام 2015، عندما وافق نتنياهو على دعوة المتحدث باسم مجلس النواب جون بونير لإلقاء خطاب في الكونغرس يناهض فيه الاتفاق النووي الوشيك بين أوباما وإيران.
وقال: “يعد نتنياهو المسؤول الوحيد عن الخلافات التي تسود الرأي العام الأميركي، علماً أنها لا تتعلق بالتخلي عن الدعم الأميركي لإسرائيل، بل تتعلق بالسياسات التي نجد بها تهديداً لبقاء الوجود الإسرائيلي على المدى الطويل ما يضعف الحزب اليميني في السياسات الإسرائيلية”

لا ريب أن بايدن كان يفضل تأجيل الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء احتمال استبدال نتنياهو برئيس آخر للوزراء، ولكن عزلة الديمقراطيين المعتدلين ستزداد حدة في حال استمرار نتنياهو في منصبه.

المصدر: The Washingtonpost

آخر الأخبار
الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب سوريا تستعد للعودة إلى نظام "سويفت" بعد عزلتها المالية مفوضية اللاجئين تُعلن وقف دعم اللاجئين السوريين في لبنان الخير يعم بصفاء النفوس أجواء العيد.. إشراقة فرح تتحدى الظروف الوزيرة قبوات عن حادثة حماة: حماية الطفل مسؤولية وواجب وطني العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا