الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم تتحمل منظومة العدوان إنجاز سورية استحقاقها الدستوري وفوز السيد الرئيس بشار الأسد بالانتخابات، ولم تهضم فكرة أن ضغوطها وتشكيكها بشرعية الانتخابات وعدم نزاهتها ذهبت أدراج الرياح، وأن السوريين طووا صفحات الإرهاب والعدوان والتضليل إلى غير رجعة، وأنهم شرعوا ببناء بلدهم وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، فذهبت هذه المنظومة إلى النبش بدفاترها القديمة المحترقة ولم تجد سوى تشديد الحصار والعقوبات عليهم.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره الرجم بالغيب بل هو حقيقة أثبتها الموقف العدائي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بتشديد إجراءاته القسرية ضد سورية فور انتهاء الانتخابات، وهو الموقف الذي يثبت مجدداً انفصال دول الاتحاد التام عن الواقع وشراكتها مع الولايات المتحدة بالحرب الظالمة على سورية منذ عقد من الزمن وحتى يومنا.
إن إجراءات الاتحاد الأوروبي الجديدة تؤكد جملة من الحقائق التي باتت واضحة كما الشمس في رابعة النهار، وأولها أن دول الاتحاد وحكوماته ليست إلا بيدقاً بيد واشنطن تحركه حيثما وأنى تشاء، وأن شعارات هذه الحكومات والدول حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان تتعرى اليوم أمام العالم كله، فموقفها السلبي من الانتخابات السورية التي جرت بكل شفافية وحرية وأمام عدسات مئات الصحفيين ومراسلي الوكالات يعري زيف القيم التي طالما تشدقت بها في الماضي.
وما أكدته سورية بأن مؤسسة الاتحاد الأوروبي تثبت من جديد انفصالها التام عن الواقع وشراكتها الكاملة في الحرب الظالمة على سورية ومسؤوليتها عن سفك دماء السوريين وتدمير منجزاتهم هو عين الحقيقة، فدول الاتحاد وحكوماته وبدلاً من رفع عقوباتها الظالمة وحصارها الجائر عن السوريين فإنها راحت تجدد إجراءاتها القسرية أحادية الجانب ضد سورية وتشددها، ما يفضح كل مزاعمها عن مساعدة السوريين وحرصها على حياتهم، وهي التي تحاصرهم وتمنع الدواء والغذاء عنهم.
أخيراً تدرك هذه الدول العدوانية أن حصارها وعقوباتها تمثل أحد أوجه الحرب على سورية، لكن حكامها لا يدركون أن الشعب السوري الذي تمكن من هزيمة الإرهاب وداعميه وتمكن من إنجاز استحقاقه الانتخابي بنجاح منقطع النظير قادر على إفشال هذا الحصار مهما كلفه من تضحيات.