النقل الداخلي بحلب مشكلة مستمرة ومطالب بزيادة عدد باصات الشركة العامة في ظل تراجع خدمات شركات الاستثمار
الثورة أون لاين – تحقيق – جهاد اصطيف:
لا تزال مشكلة النقل الداخلي بحلب ولاسيما شركات “الاستثمار” تؤرق المواطنين في حلب وهم ينتظرون الباصات لتنقلهم من وإلى أحيائهم إلى مركز المدينة أو إلى الجامعة والمدارس، ما يضطرهم أحياناً الانتظار لأكثر من ساعة أو أن يستقلوا سيارة أجرة، ولكن تبقى ثقة المواطنين بباصات الشركة العامة للنقل الداخلي كونها ملتزمة بالمواعيد وتعمل لساعات متأخرة بالليل بخلاف باصات الاستثمار.
• أعدادها قليلة..
الثورة رصدت آراء بعض المواطنين والطلاب حيث قالت إسراء “طالبة جامعية”: ثقتنا بباصات النقل الداخلي الحكومية لأنها تنقلنا من جميع محاور المدينة إلى الجامعة ولكن عددها قليل جداً.
أما عبد الله “موظف” فقال: أنا أسكن في حي مساكن هنانو وأضطر أن أركب تكسي أجرة حتى أصل إلى عملي في منطقة الجميلية لأنه لا يوجد سوى باصين “استثمار” ولا تلتزم بالمواعيد.
وحسب رأي مصطفى”عامل” الذي يسكن في حي الأشرفية ومكان عمله في مركز المدينة ان باصات الاستثمار غير ملتزمة، ويأمل أن يتم رفد حي الأشرفية بباصات نقل داخلي تابعة للشركة العامة للنقل الداخلي لأنها ملتزمة أكثر.
• تعمل بالطاقة القصوى
المهندس حسين السليمان المدير العام للشركة العامة للنقل الداخلي بحلب أكد أن الشركة حالياً تعمل بالطاقة القصوى وفق الأعداد المتاحة حيث كانت قبل الحرب الإرهابية تمتلك /٥١٠/ باصات وفقدت ما نسبته ٨٥% منها خلال سنوات الحرب – مدمر ومحروق وخارج السيطرة – وأن عدد الباصات الإجمالي الحالي الذي تمتلكه الشركة /١٤٧/ باصا، بعد وصول /٣٦/ باصا على دفعات منها /١٥/ باصا جديدا هدية من جمهورية الصين الشعبية وإعمار /٦/باصات.
• غير كافية للتخديم..
ويوضح السليمان أن عدد الباصات المتوفرة حالياً والعائدة للقطاعين العام والخاص غير كافية لتخديم المواطنين حيث أن المتوفر من الباصات لا يتجاوز /٢٠٠/ باص مقارنة بأعداد الباصات التي كانت تعمل قبل الحرب، حيث وصل العدد إلى قرابة /١٥٠٠/ باص وهنا نجد كم الفارق كبير وشاسع كما نرى، واقترح السليمان التوسط لدى الجهات المعنية لتأمين المزيد من الباصات لمحافظة حلب والأولوية لصالح الشركة وإن تعذر ذلك يتم العمل على جذب المستثمرين لتنفيذ مشاريع نقل استثمارية.
* تفعيل المزيد من الخطوط:
ويضيف قائلاً: مع مرور الوقت برزت الحاجة لتوسيع خدمات الشركة وتفعيل المزيد من الخطوط لتخديم الأهالي خاصة في الأحياء التي تم تطهيرها، حيث يوضح السليمان أنه تمت إعادة تفعيل المزيد من خطوط النقل الهادفة لتوفير الخدمة لأوسع شريحة من المواطنين وهي غير كافية حيث تزداد طلبات الأهالي لإحداث خطوط جديدة للنقل أو تفعيل خطوط أخرى أو زيادة عدد الباصات على بعض الخطوط مشيراً إلى أن هناك سعياً وتواصلاً دائماً مع المحافظة والوزارات المعنية لرفد حلب بالمزيد منها لتوظيفها وتلبية الحاجة الفعلية للمواطنين في مجال النقل الداخلي.
• خدمات نقل معلمين وطلاب ..
ويلفت السليمان إلى أن الشركة تقدم خدمات مجانية حيث تنقل طلاب الشهادة الثانوية وشهادة التعليم الأساسي من أرياف المحافظة وبالعكس ومؤازرة الجهات الخدمية المختلفة في عملها ونقل عمالها من وإلى جبهات العمل المختلفة.
ومنذ العام ٢٠١٩ تقوم الشركة بتأمين تنقلات الكوادر التعليمية من مدينة حلب إلى مجمعات ريف المحافظة التربوية وتفرعاتها / سمعان – أعزاز- تلرفعت – دير حافر – مسكنة – منبج – الباب – والسفيرة / ذهاباً وإياباً، والعمل على تنظيم بطاقات اشتراك شهرية مخفضة لشرائح أسر وذوي الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة ومن تجاوز الستين من العمر بنسبة ٥٠% من قيمة الاشتراك الركابي العادي البالغ /٢٦٠٠/ ليرة سورية، و٢٥% للطلاب.
• نقص في اليد العاملة
ولفت المهندس السليمان إلى أن الشركة تعمل على تدعيم كوادرها البشرية ورفد الشركة بدماء جديدة لسد النقص العددي في كوادر العمل وحاليا نحن بانتظار نتائج الفرز لمسابقات واختبارات المسرحين من الجيش العربي السوري وتبدو كما يؤكد السليمان أن الحاجة ماسة لتفويض الشركة بتنظيم مسابقات واختبارات لتعيين المزيد من العاملين وبما يغطي حاجة الشركة من العاملين، منوهاً إلى أن الشركة تسعى لإعادة استثمار رحبة عين التل نظرا للحاجة الماسة لها في العمل والتي تضررت بفعل الإرهاب وهي بحاجة لإجراء الصيانة اللازمة لإعادتها للخدمة وتوظيفها.
• معوقات بحاجة إلى حلول
ومن الصعوبات يضيف أيضا السليمان عدم توفر القطع التبديلية ومستلزمات الصيانة التي تؤثر سلباً على الجاهزية الفنية للباصات واقترح في هذا الصدد السماح للشركة بالتوجه للسوق المحلية لتأمين مستلزمات الصيانة كالزيوت والشحوم وغيرها والعمل على استيراد القطع التبديلية اللازمة للإصلاح من بلد المنشأ لصالح شركات النقل الداخلي.
تصوير : خالد صابوني