الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:
وأنتِ سيّدة المدى.. بين ذراعيك يغفو المجد، وفوقَ جبينك يعرّشُ الكبرياء، كلّ يومٍ تكتبين أبجديّة الشّهادة، وتزنّرين الأفق بالرايات..
من حقولكِ ترشرشين العطر على هاماتِ الرجال، وتغزلين من ضفائركِ وشاحاً للبواريد، وتدوّنين كلّ صباح، قصائد العشق وأهازيج الانتصار..
من تبرِ أراضيك ينبتُ الإباء، ومن طُهر روابيك يطلُّ الصباح.. على تخومكِ يرتاح الزمان، وفوق جبالكِ يهطلُ المُزن خيراً عميماً.. من عتيقِ وردكِ تنثرين الطيب والمحبة، ومن عبقِ سهولكِ ترسمين وجهَ الأمَّهات وهنّ يودّعن أبناء قلوبهنّ.. الشهداء.
أنتِ من يزرعُ في العقول والأرواح حقولاً من الأمل والندى، بيادركِ سنابل خير وأناشيد عطاء.. أنتِ من علّم كيف يكون العطاء أنهارَ عشقٍ للوطن والجمال والحياة.. أنتِ من لوّن الحياة بالحبّ والمودة والرياحين.
نجمعُ الحروف المسافرة أضمومات حبقٍ، ننثرها على جباهِ رجالك النشامى وهم يحمون تخومك.. عند بواباتك يستريح الزمان، ومن أكفّكِ تتدلّى الأصالة والطيبة، فتتلوّن الفيافي خضرة وجداول خير ..
أيّتها الغافية في شغافِ القلب.. أيّتها الرائعة روعة الحياة وهي تحتفي بالنصر.. أيّتها البلاد الجميلة الغافية على زندِ الحلم ….
“سوريّتنا”.. المزنّرة بالرياحين وأهداب العيون، أجيءُ إليكِ عاشقاً لم ولن يملّ الانتظار …
التاريخ: الثلاثاء8-6-2021
رقم العدد :1049