التورم الإرهابي لدى اللص أردوغان واضح أنه قد وصل إلى حد الانتفاخ، حيث أطماعه التوسعية لم تعد تقف عند أي حدود، ومنذ تسلمه زمام السلطة لم يخف تبعيته المطلقة للمشروع الصهيوني، فكان أحد الأقطاب الأساسيين في الحرب الإرهابية على سورية، ويلهث من ورائها لتحقيق مكاسب خاصة تمكن نظامه من التمدد والانتشار على غرار ما فعله تنظيما “داعش والنصرة” كإحدى أدوات المشروع الصهيو-أميركي، وعدوانه المتواصل على الأراضي السورية، والمترافق مع ممارسة سياسة التتريك الممنهجة للمناطق التي تحتلها قواته الغازية ومرتزقته الإرهابيون، هدفه محاولة تكريس واقع احتلالي من أجل تغيير خريطة المنطقة الجغرافية والسياسية لمصلحة مشروعه الإخواني الذي يصب في النهاية في خانة المخطط الصهيوني.
إدلب، وباعتبارها بؤرة للتنظيمات الإرهابية المتبقية، باتت تشكل للنظام التركي الورقة الأخيرة التي يصارع من أجل الاحتفاظ بها، بعدما تجرع سابقاً الهزيمة في حلب، لأن تحرير إدلب وإعادتها إلى حضن الوطن، ستمهد لطرد الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين من عفرين ومنطقة الجزيرة السورية، ما يعني القضاء نهائياً على مشروع أردوغان التوسعي، ومن هنا فإن الجريمة الجديدة لهذا النظام، والمتمثلة بالإيعاز لإرهابيي “النصرة” سحب البطاقة الشخصية والعائلية من المواطنين واستبدالها ببطاقات تركية، فضلاً عن إحداث ما يسمى “أمانة عامة للسجل المدني” في المحافظة تتبع لسلطات الاحتلال التركي مباشرة، تصب في إطار أجندة الاستراتيجية الأميركية التي أعلن عنها جيمس جيفري مؤخراً، والرامية لمنع الدولة السورية من الانتصار، ومن إعادة بسط سيطرتها على كامل أراضيها، ونلاحظ اليوم كيف تسعى الولايات المتحدة لتلميع صورة “النصرة” ومتزعمها الإرهابي المدعو بـ”الجولاني”، بالاشتراك مع النظام التركي.
سياسة التتريك التي يمارسها النظام التركي، بالإضافة إلى كونها انتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية، فهي أيضاً انقلاب واضح على تفاهمات ” آستنة وسوتشي”، التي لم يلتزم بها نظام اللص أردوغان حتى الآن بتحريض أميركي واضح، لأن البيت الأبيض هو من يحرك الضامن التركي، وكلاهما قوة احتلال وعدوان، ويوظفان التنظيمات الإرهابية كأدوات تنفيذ للمشروع الصهيوني التقسيمي كأحد أهداف الحرب الإرهابية التي تستهدف الشعب السوري، الأمر الذي يؤكد مجدداً أن مشاركة نظام أردوغان كضامن للإرهابيين في “آستنة” كانت بهدف استغلال الوقت لتقوية شوكة إرهابيي “النصرة”، وتعويمهم كـ (معارضة معتدلة) مزعومة، لفرضهم لاحقاً كجزء رئيسي في أي مبادرات تطرح على طاولات الحل السياسي.
لا نشك بأن أهالي إدلب الشرفاء سيرفضون بالمطلق إجراءات المحتل التركي، فوطنيتهم تمنعهم من قبول انتزاع هويتهم المدنية، وهم على يقين تام بأن خلاصهم من براثن الإرهاب والاحتلال بات قريباً، والجيش العربي السوري لن يتوانى عن حسم المعركة بتحرير إدلب وإعادتها إلى كنف الدولة السورية، فعجلة الإنجازات الميدانية لن تتوقف، إلا حين إنجاز النصر الكامل على الإرهاب وداعميه.
البقعة الساخنة – ناصر منذر