ما أشبه ثورة اليوم بالأمس في وطن لم يعرف الانكسار يوماً، ولم تكن قرابين الدم فيه إلا أساطير بطولة ضربت جذورها في عمق الأرض السورية، فأبناء وأحفاد القائد الراحل المؤسس حافظ الأسد تكتب التاريخ من جديد في ذكرى رحيله وتُسقط مشروعات الامبريالية العالمية كما أسقطت من قبل مشروع ونظام الشرق الأوسطي وتشكله ودوره في خدمة الإمبراطورية الأميركية ومصالحها…
أبناء مرسخ ثورة آذار وثورة التصحيح تعلن انتصاراتها نصراً تلو الآخر بطاقتها الكامنة التي تفجّرت في وجه الإرهاب بتواتر تحرّك فيه الشعب السوري في كلّ الاتجاهات جغرافياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً وعقائدياً، وهزم أدوات الإرهاب من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ومن الشرق إلى الغرب…
ما عجزت عنه دول الاستعمار الغربي والانتداب والصهيونية الأميركية فيما مضى استحال ويستحيل عليها اليوم رغم جوقة التآمر والتفنّن في الإرهاب العالمي وسياساته الإجرامية الدموية، فالشعب السوري المقاوم وفكره التحرّري يصيب بالعدوى بقية الشعوب، ونسائم انتصار السوريين تلفح وجه الفلسطينيين واليمنيين والعراقيين لينتفضوا من كلّ حدب وصوب لإذكاء روح المقاومة الوطنية التي ورثناها من قائد المقاومة الأول الراحل حافظ الأسد ونكمل المسيرة مع السيد الرئيس القائد بشارالأسد.
مشهد التراجيديا العالمية الإنسانية وخفاياه الإعلامية والدعائية سقطت، وبوابات المؤتمرات والمؤامرات أغلقها الشعب السوري بكلّ أطيافه عندما أشاح بنظره عنها وعرف أنّ سيادة وكرامة الأوطان مفاتيح أبوابها بين يديه، وعندما استلزم الأمر كانت في عروقه ودمه الذي سال فداء لتلك السيادة والكرامة “فالوطن يعلو ولا يُعلى عليه…”.
الاحتكام إلى الماضي ومراجعة مفرداته في أسد مؤسس لم يعرف الهزيمة يوماً يخطّ من وحي وعبق التاريخ النضالي المستمر ولادة جديدة لمبادئ عابقة بروح التعاون والإرادة الجادة بالأمل والعمل لوطن وشعب يستحقّ أن يبقى حرّاً عزيزاً كريماً… كلّ الرحمة والامتنان والعرفان لقائد ومؤسس ثورات الإنسانية الحقيقية وعلى العهد باقون في إكمال المسيرة…
رؤية – هناء الدويري