بدأت محافظة دمشق منذ عدة أيام بتطبيق خدمة المواقف المأجورة للسيارات في عدد من شوارع المدينة الرئيسية وذات الطابع التجاري والخدمي، من خلال تجهيز ألف موقف مبدئياً، لتخفيف الازدحامات الحاصلة فيها، وأوضحت المحافظة أن هذه الخدمة ستتم عن طريق شركة خاصة، بحيث يتوزع موظفوها مع أجهزة، ويصدر الجهاز إشعاراً يتضمن وقت الوقوف ومدة الحجز والمبلغ المتوجب دفعه ويتم إرسال رسالة إلى جوال السائق قبل انقضاء الفترة المحددة.
هذه الخطوة لاقت الكثير من الانتقادات، على رأسها أنها لم تراع مصالح السكان القاطنين في الأبنية المطلة على هذه الشوارع من الذين يملكون سيارات، حيث تقضي تعليمات المواقف المأجورة بأنه لا يحق لهم ركن سياراتهم مجاناً قبل التاسعة مساء فماذا يفعلون ؟هل يبقون في سياراتهم في حالة دوران في الشوارع حتى التاسعة مساء ؟!او يركنون سياراتهم في هذه المواقف مقابل مبالغ مالية كبيرة ؟!.
إضافة إلى شكوى عدد من الموظفين من التكاليف التي ستترتب عليهم بعد اعتماد هذه الخدمة وأنهم سيضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة أيضاً في حال أرادوا ركن سياراتهم في الشوارع المحيطة بمكان عملهم والواقعة ضمن نطاق المواقف المأجورة، أو الاتجاه إلى المرائب الماجورة التابعة للمحافظة، والتي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، أو ركن الموظف لسيارته في الجادات والشوارع الفرعية.
سمعنا وقرأنا منذ سنوات عشرات التصريحات من مسؤولي محافظة دمشق وغيرها من المحافظات أنه لن يبنى بناءٌ من دون مرآبه الخاص، ولم يطبق من هذا إلا أقله على أرض الواقع، لأن تجربة المواقف المأجورة هذه لن تنجح إذا لم تسبقها خطوة مرائب الأبنية ومرائب المؤسسات والشركات الخاصة، إضافة إلى أن المرائب الموجودة في العاصمة تفتقر إلى الحد الأدنى من المواصفات العالمية للمرآئب .. أقلها وجود لوحات إرشادية واضحة ضمن طوابقها ترشد صاحب السيارة إلى ممرات الدخول والخروج، ووجود إنارة كافية فيها منعاً للحوادث، إضافة إلى تحميل أصحاب هذه المرائب ما يحدث لهذه السيارات من سرقة وغيرها، عدا عن افتقار المرائب غير الطابقية أي المكشوفة إلى مظلات تحمي السيارات المركونة..والميزة الوحيدة لهذه المرائب أن أجرتها ترتفع أسرع من البورصة.. فالدقيقة أجرتها مثل الساعة وبقرار من المحافظة للأسف..!
نحن أمام مشكلة تكبر يومياً من دون حلّ جذري يحوز على ثقة أصحاب السيارات من الموظفين وأصحاب الشركات الخاصة والساكنين المطلين على الشوارع الرئيسية ، ويخفف الازدحام عن المدينة ومراكز مدن المحافظات الأخرى التي تعاني شوارعها ازدحاماً كبيراً.
عين المجتمع – ياسر حمزة