لم يترك رئيس النظام التركي رجب أردوغان قناعاً إلا وارتداه عبر حفلات الكذب والفجور التي ظهر بها ممثلاً منافقاً مدعياً الحرص على سيادة سورية؛ وسلامة السوريين خلال عشر سنوات مضت من عمر الحرب الإرهابية على سورية.
تاجر ذاك المنافق بآلام اللاجئين ممن هجرهم وأدواته الإرهابية؛ واتخذهم ورقة ضغط وسمسرة في وجه الأوروبي؛ ولأن حبل الكذب قصير والحق السوري أقوى من باطل المحتل والإرهاب سقطت جميع تلك الأقنعة؛ بل نزعها أبطال الجيش العربي السوري بفضل بطولاتهم وانتصاراتهم؛ فبات عارياً إلا من ورقة توت مكشوف الوجه المنافق، فسقط ذاك الواهم أمام الرأي العام العالمي وفي الداخل التركي.
ورغم هذا كله يصر أردوغان على الخروج بوجهه المنافق ليواصل دوره المفضوح على مسرحه الهزلي تحت عنوان الحرية حينا والديمقراطية والدفاع عن سيادة سورية؛ في محاولة اليائس المهزوم؛ لتبرير جرائمه بحق سورية وشعبها وللإفلات من ساعة حساب باتت خلف الأبواب.
ارتبط الكرم بشخصية حاتم الطائي؛ فعرف كل منهما بالآخر؛ وإذا ما أردنا تشخيص النفاق برجل؛ فنعتقد جازمين أن لا أحد يستطيع منافسة رئيس النظام التركي رجب أردوغان؛ وليستحق بلا منازع صفة الابن الروحي لعبد الله بن أبي بن سلول؛ حين بلغ أردوغان مرحلة المجاهرة في نفاقه؛ وإعلانه بالأمس في احدى المناسبات: “نبذل قصارى جهدنا لضمان مستقبل مشرق لجارتنا سورية على قاعدة وحدة أراضيها ووحدتها السياسية”.
ما ذكرناه آنفا ليس اتهاما بحق أردوغان بحاجة إلى أدلة وبراهين؛ بل توصيف يعتمد على براهين ووقائع من أرض الحقيقة.
وبعيداً عن جملة النفاق التي يمارسها أردوغان على المنابر الهزلية التي يعتليها؛ فهو من أمر جيشه باحتلال أراض سورية؛ وهذا بعيد كل البعد عما يدعيه من حرص على وحدة الأرض السورية؛ وهو من اتبع سياسة التتريك في إدلب؛ من تغيير أسماء الشوارع والساحات؛ وافتتاح ما يسمى جامعات مرتبطة بجامعات نظامه؛ إلى إعطاء الأوامر بفتح أمانة عامة للسجل المدني في إدلب وسحب البطاقات الشخصية والبطاقات العائلية السورية من أهالي إدلب واستبدالها بهوية تركية؛ وكل ذلك يتنافى مع زعمه الحرص على سيادة سورية وغيرها الكثير الكثير؛ يخوله لقب المنافق.
كيف يفسر ذاك المنافق رئيس النظام التركي تسلل ما يسمى والي أورفا المدعو عبد الله أرين إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة المدينة التي تقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية؛ ومن قبله تسلل ما يسمى وزير الداخلية المدعو سليمان صويلو في ١٣ الشهر الماضي إلى محافظة إدلب السورية؛ أ ليس ذلك انتهاك لسيادة دولة يدعي الحرص على سيادتها !؟.
قد يسهل على أردوغان ممارسة النفاق؛ لكن سيكون من الصعب عليه الفرار من الحساب والعقاب؛ والأصعب من ذلك امكانية سلب إدلب من حضن الأم سورية كما فعل أسلافه بلواء اسكندرون السوري؛ الباقي في ضمير السوريين عبر التاريخ؛ العازمون على استرجاعه مهما طال الزمن.
حدث وتعليق-منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com