نقل المعارف لتحافظ المؤسسات على ذاتها من الكوارث

الثورة أون لاين – حسين صقر:

هناك في كل مؤسسة آلاف السجلات والأضابير التي تتضمن كماً هائلاً من المعلومات والكتب، وهذه السجلات معرضة في أي وقت للفقدان والتلف لسبب أو لآخر.
ولهذا تعمل المؤسسات الكبيرة الخدمية والمالية والاقتصادية والثقافية وحتى السياسية للاحتفاظ بنسخة أخرى في مكان آخر، وهذا المكان أيضاً مجهز ببعض التجهيزات والمكاتب والمستلزمات لتأدية الخدمات أثناء الطوارئ، ولديه أيضاً كادر مدرب وجاهز للانتقال باللحظة المناسبة إلى المكان البديل أو الاحتياط في حال حصول أي طارئ، وذلك بهدف تسيير الأمور مهما علا شأنها، أو تعاظمت حاجتها، فكل شيء جاهز بدءاً من القرطاس والقلم وليس انتهاء بالحاسوب والهاتف والطابعة والفاكس وما هنالك من حاجات أخرى للعمل.
ومن هذا المنطلق يوجد في تلك المؤسسات قسم يسمى إدارة المحفوظات والسجلات، ويوصي دائماً بأن كافة الإدارات التابعة للمؤسسة الأم ومكاتبها البعيدة عن مقرها الرئيسي والوحدات الأخرى التابعة لها التي تسهم في نظام حفظ الدفاتر بأن يتوفر لديها نظام لإدارة السجلات الحيوية بحيث تكون آمنة ومتاحة في حالة حدوث كارثة أو في حالات الطوارئ، وينبغي أن تتضمن عملية الحفظ ليس فقط ماهو ورقي أو إلكتروني، بل وجود كادر ينطلق بشكل آلي إلى مكان العمل البديل بإشارة من مديره في العمل، شرط ألا يستغرق الأمر سوى المسافة الفاصلة بين المكانين، وهو مايسمى نقل المعارف والمعلومات.
ولأن عواقب الكوارث لاتنحصر، ويمكن أن تأتي على كل من في المبنى، من الضروري أن يكون هناك أشخاص يداومون بشكل جزئي في المكان البديل، ليصبحوا مسؤولين عن تنفيذ هذه المهمة في اللحظة المناسبة، ولديهم سجلات تتضمن كل مايلزم لاستمرارية العمل وتأديته وكأن شيئاً لم يحصل.
وعلى الفور يقوم هؤلاء بوضع خطة وإجراءات لحماية السجلات الحيوية الموجودة لديهم، ليكون برنامج العمل في هذا السياق دائماً من خلال وضع مجموعة من الخطط لاستعادة السجلات الحيوية وإعادة إنشائها في حالة وقوع كارثة أخرى.
وبما أننا نعيش العصر الرقمي، يمكن تسخير التقنيات لحفظ السجلات والكتب الضرورية وحمايتها بطريقة لا تتعرض للفقدان نتيجة فيروسات إلكترونية قد تتسبب في عطبها، حيث يعد الحد من مخاطر الكوارث جزءاً متكاملاً من التنمية السليمة والعادلة، والحماية البيئية، والتخطيط ضد المخاطر أمر مهم لحماية كل ما يتبع للمنشآت من كوادر بشرية ومستلزمات مادية، ولهذا تقتضي المسؤولية الاجتماعية والحكومية حيال ذلك إقامة الدورات واللقاءات التي تتضمن برامج التوعية الهادفة وتضم كوادر من مختلف القطاعات، وكل حسب اختصاصه للاستمرار في العمل، واضطلاع كل شخص بدوره والقيام من موقعه بما يلزم كأن يكون هناك خبراء ومدربون من كل وزارة يتعاونون في هذا الأمر كل حسب اختصاصه ومعرفته.
كما أن هناك دورا كبيرا للإعلام ببث برامج التوعية ليندرج ذلك على مستوى العائلات والمنازل، حيث هناك الكثير من الأسر التي فقدت أهم الوثائق الخاصة بها خلال الحرب العدوانية على سورية، نتيجة خروجها الطارئ من المنزل، أو نتيجة اعتداء إرهابي أو ماشابه، و فقدت معها كل ما هو ضروري، فلو احتفظ هؤلاء بنسخ في أماكن خاصة بهم أو عند مقربين أو تبادل الناس عمليات الحفظ تلك، لما واجه أي مواطن صعوبة في استخراج البديل الضائع.
الحديث في هذا الشأن يطول، ولو انطلق كل فرد أو مؤسسة من ذاته لما واجهنا أي صعوبات في الاستمرار بالأعمال ومواجهة الكوارث، وهذا بالطبع لن يتم بين ليلة وضحاها، لكنه يحتاج أولاً إلى النية والإرادة والتصميم، ثم توظّف له الإمكانات اللازمة.

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية