الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تستكمل اليوم منافسات المجموعة الرابعة من كأس الأمم الأوروبية الـ 16 لكرة القدم بإجراء مباراة اسكتلندا مع تشيكيا على ملعب (هامبدن بارك) في غلاسكو الساعة الرابعة عصراً ، كما تفتتح منافسات المجموعة الخامسة فتلعب بولندا مع سلوفاكيا على ملعب (كريستوفسكي استاديوم) في سان بطرسبورغ الروسية الساعة السابعة مساء، كما تلعب إسبانيا مع السويد الساعة العاشرة ليلاً في استاد لا كارتوخا في إشبيلية.
فعشية انطلاق مباراة اسكتلندا وتشيكيا ، قال ستيف كلارك مدرب منتخب اسكتلندا إنه يواجه مشكلات كبيرة في اختيار تشكيلة فريقه ويؤكد أنه منشغل كثيرا بالتفكير في بعض الأسماء وأبرزها اللاعب الشاب بيل جيلمور (20 عاما).
وقاد كلارك المنتخب الاسكتلندي للتأهل لأول بطولة كبرى منذ 23 عاما وسيبدأ فريقه مسيرته في البطولة الأوروبية بمباراة ربما تكون الأهم بالنسبة له على الإطلاق ضمن المجموعة الرابعة.
وقبل مباراتيه التاليتين في مواجهة منتخبي إنكلترا وكرواتيا التي وصلت لنهائي كأس العالم 2018 فإن الهزيمة في غلاسكو أمام تشيكيا ستضع المنتخب الاسكتلندي في موقف صعب للغاية في سباق الصعود لأدوار خروج المغلوب.ونتيجة لذلك فإن كلارك ربما يلجأ لإشراك بعض عناصر الإثارة والإلهام في التشكيلة التي أثبتت أن بوسعها الصمود في وجه أي فريق إذا تعلق الأمر بالجرأة والمرونة.ويمكن أن يكون لاعب تشيلسي الشاب جيلمور مثالا على هذه الفئة بعد أن قدم لمحات من موهبته خلال ظهوره القليل مع فريقه اللندني وتألقه لفترة قصيرة خلال فوز منتخب بلاده ودياً على لوكسمبورغ.ومع وجود الأساسيين سكوت مكتوميناي لاعب مانشستر يونايتد وجون ماكغين لاعب أستون فيلا ومشاركتها شبه المؤكدة من البداية فإن جيلمور مرشح للحصول على المركز الثالث والأخير في خط الوسط على ما يبدو. وسيتعين على المدرب كلارك اتخاذ قراره في مدى جاهزية جيلمور لمثل هذه المواجهات بعد ظهور الكامل الأول في مواجهة هولندا الودية مطلع الشهر الجاري.
ويعرف منتخبا تشيكيا واسكتلندا بعضهما جيدا بعد أن تواجها مرتين في دوري الأمم العام الماضي كان الفوز فيهما من نصيب الفريق البريطاني.في المباراة الأولى حرم المنتخب التشيكي من تشكيلته الأساسية بسبب تفشي فيروس كورونا وفي الثانية خسر جهود مدربه ياروسلاف شيلهافي بسبب الفيروس سريع الانتشار والعدوى أيضا.ولا يضم منتخب التشيك الكثير من الأسماء اللامعة كما كان الحال بالنسبة لأخر تشكيلة تشارك في البطولة الأوروبية على الأراضي البريطانية.وخسر المنتخب التشيكي الذي كان يضم نجوما مثل بافل نيدفيد وكاريل بوبورسكي في نهائي البطولة الأوروبية الأولى التي تحسم بقاعدة الهدف الذهبي 2-1 أمام نظيره الألماني في 1996.لكن المنتخب التشيكي رغم ذلك يضم توماس سوتشيك لاعب وستهام يونايتد المتميز الذي نافس على جائزة أفضل لاعب في موسم الدوري الممتاز والمهاجم باتريك شيك لاعب باير ليفركوزن الذي يتوقع أن يكون مصدر الأهداف للفريق بعد أن أحرز 11 هدفا في 26 مباراة دولية مع المنتخب حتى الآن.ورغم أن المنتخب التشيكي خسر 0-4 في مباراة ودية أمام نظيره الإيطالي مطلع الشهر الجاري إلا أنه انتفض من جديد وهزم ألبانيا 3-1 في المباراة التالية.
ويخوض المنتخب الإسباني الاختبار الأهم له، مع استعداده لأولى مبارياته في منافسات كأس الأمم أمام نظيره السويدي، في أول بطولة كبرى يقود خلالها المدير الفني، لويس إنريكه لا روخا.
يأتي ذلك بعد المعاناة من اضطرابات في الأسبوع الأخير من التحضيرات، بعد إصابة لاعب الوسط وقائد الفريق، سرجيو بوسكيتس، بفيروس كورونا، الأمر الذي كان يهدد مشاركة الفريق بأكمله في المنافسات القارية.
ويبدأ المنتخب الإسباني مهمة العودة إلى منصات التتويج القارية، بمباراة أمام المنتخب السويدي، على ملعب لا كارتوخا . واستعد إنريكه للمنافسات بفريق شاب، تراجع معدل الأعمار فيه إلى 26 عاما، بعد اعتزال معظم نجوم الجيل الذهبي، أو عدم قدرتهم على خوض هذا النوع من المنافسات الكبرى، ليكون التحدي الأكبر أمام هذا الفريق ومدربه، هو إثبات قدرتهم على تقديم مستويات مميزة في البطولات الكبرى، والعودة إلى طريق الانتصارات الذي حادوا عنه منذ منافسات يورو 2012، والمعاناة على الصعيدين القاري والعالمي.وستخوض إسبانيا المنافسات بدون القائد، سيرجيو راموس، الذي شارك في آخر 4 منافسات كأس عالم وآخر 3 نسخ من أمم أوروبا مع منتخب بلاده، وذلك بعدما عانى من الإصابات على مدار الموسم الماضي مع ريال مدريد، قبل أن يتعرض لعدوى فيروس كورونا المستجد، ليتولى بعدها بوسكيتس قيادة المنتخب، قبل أن يتم استبعاده بشكل مؤقت، بعد إصابته هو الآخر بكورونا.
ومع كل هذه المستجدات، سيتعين على اللاعبين الأكثر خبرة قيادة الشباب في منافسات البطولة، خاصة أن المنتخب الحالي لا يضم سوى 6 لاعبين من الذين تواجدوا في منافسات مونديال روسيا، ويلعب بطريقة معدلة تحت قيادة إنريكه، الذي ينقصه فقط هز الشباك بمعدلات أكبر.
وسيسعى المنتخب الإسباني لمواصلة نتائجه الإيجابية التي حققها تحت قيادة إنريكه، في المواجهة الافتتاحية لليورو أمام السويد، ويساند التاريخ لا روخا في المباريات الافتتاحية، إذ لم يخسر إلا مرة واحدة في المباراة الأولى خلال 14 مشاركة في البطولة القارية، وكانت أمام النرويج في منافسات نسخة 2000.
أما المنتخب السويدي فيدخل البطولة بحثا عن تقديم مباريات مميزة، كما فعل في كأس العالم 2018، بعد التأهل إلى ربع النهائي، وتوديع المنافسات أمام المنتخب الإنكليزي، وليعاود البحث عن بطاقة تأهل للأدوار الإقصائية في البطولة القارية، تحت قيادة المدير الفني يان أندرسون.
وتلقى المنتخب السويدي صدمة قبل منافسات اليورو، بعد تأكد غياب نجم هجومه العائد من الاعتزال الدولي، زلاتان إبراهيموفيتش، بعد عدم تعافيه من الإصابة التي لحقت به على صعيد الركبة، ليعتمد المدير الفني على الشباب المتألق في معظم الدوريات الأوروبية، ويكون أساس خطته هو اللعب الجماعي وليس المهارات الفردية.
وشهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق البطولة مفاجآت غير سارة للمنتخب السويدي، بعد استبعاد واحد من أهم لاعبيه وهو، ديان كولوسيفسكي جناح جوفنتوس الإيطالي، بالإضافة إلى لاعب الوسط ماتياس سفانبرغ، بعد إصابتهما بفيروس كورونا، إلا أن المدير الفني فضل عدم استبدال أي منهما قبل المنافسات، خاصة وأنه كان يعقد الكثير من الآمال على كولوسيفسكي، أحد أهم المفاتيح الهجومية بالنسبة له، والذي أعرب عن آماله في أن يتواجد في المباريات المقبلة بعد الجولة الأولى.وستكون أمام المنتخب الإسباني مهمة صعبة لاجتياز الدفاع السويدي الصلب، في حالة أراد الفوز بالمباراة وبداية البطولة بأفضل شكل، مع عدم إغفال القوة الهجومية للفريق الاسكندنافي، والذي يجمع بين الخبرة والشباب، بتواجد لاعبين مثل أليكسندر إسحاق وماركوس بيرغ بين آخرين.
ويسعى المنتخب السويدي لتقديم بطولة جيدة، ومعادلة أفضل نتائجه على أقل تقدير، بالوصول إلى نصف النهائي في منافسات نسخة عام 1992 من البطولة التي لا تترنح نتائجه خلالها بشكل واضح تاريخيا، وفشل في التأهل لمنافساتها في أكثر من مناسبة.
وتتطلع بولندا لتحسين سجلها المتواضع في المباريات الافتتاحية بالبطولات الكبرى، عندما تواجه سلوفاكيا ، وسيكون الفوز محوريا للفريقين قبل مواجهة إسبانيا المرشحة لصدارة المجموعة الخامسة.وسيكون مدافع سلوفاكيا ميلان سكرينيار مكلفا بإيقاف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، إذ يسعى مهاجم بايرن ميونيخ، محطم الأرقام القياسية لإثبات قدراته في بطولة كبرى.ولعب الاثنان دورا بارزا على مستوى الأندية في موسم 2020-2021، حيث توج سكرينيار مع إنتر ميلانو، بلقب الدوري الإيطالي، عقب استقبال أقل عدد من الأهداف فيما حقق ليفاندوفسكي مع بايرن لقب الدوري الألماني بتسجيل أكبر كم من الأهداف.وعند محاولة إبطال خطورة ليفاندوفسكي، سيحتاج سكرينيار إلى التركيز والاعتماد على زملائه، للضغط على لاعبي وسط بولندا قبل تسليم الكرة إلى الفائز بالحذاء الذهبي الأوروبي هذا العام.ويضم خط الوسط لاعبين متميزين في كل جانب ويعرف الثنائي المبدع بيوتر جيلينسكي وماريك هامسيك بعضهما البعض جيدا.وتولى جيلينسكي دور هامسيك في خط وسط نابولي في 2019، حين رحل هداف سلوفاكيا التاريخي من إيطاليا، لينتقل إلى الصين وبعد سطوع جيلينسكي هناك تتوقع منه جماهير بولندا دورا قياديا في بطولة أوروبا.ويتوق القائد هامسيك، الذي قاد سلوفاكيا إلى دور 16 بكأس العالم 2010، لإثبات أن أيام مجده لم تنته.
وتملك بولندا أسماء أشهر ومنها حارس جوفنتوس فويتشيخ شتينسني وغرغيغوش كريكوفياك، ، لكن سلاح سلوفاكيا السري يكمن في إدراك نقاط القوة لدى المنافس.ويلعب حارس سلوفاكيا دوشان كوتسياك والمدافع لوبومير ساتكا في الدوري البولندي الممتاز، بينما سبق للوكاس هاراسلين وأوندريه دودا اللعب في بولندا قبل الانتقال لمسابقات أوروبية أكبر.
وسيخفف الفوز الضغط عن الفائز قبل مواجهة إسبانيا وربما يقطع نصف الطريق إلى أدوار خروج المهزوم.وفشلت بولندا في الفوز 5 مرات في 6 مباريات افتتاحية لها بالبطولات الكبرى، خلال القرن 21، رغم أنها كانت مرشحة للفوز بمعظم المباريات.وتبدو سلوفاكيا الأقل فرصا في استاد سان بطرسبورغ، حيث تأهلت مرتين فقط إلى بطولة كبرى في هذه الألفية، لكنها اجتازت دور المجموعات في المرتين.