إلى من تحدانا

كان يوماً طار فيه بنا الفرح، كنا صغاراً ونحن نرى الجيران والمارين في الشوارع يعانق بعضهم بعضاً معلّين الصوت (عم نحارب.. رح ننتصر) سنقضي عليهم وتتحرر فلسطين 5/7/1967لكن للأسف كانت القوى غير متكافئة، خسرنا الحرب.
يومها بكى الناس من خيانة بعض العرب، بكينا ونحن نسمع نشيج الحناجر الغاضبة، خسرنا.. بكت وقالت جدتي (يا رب لا تموتنا حتى نشوف يوم حلو). لم نفهم كثيراً ما تعني؟؟…إلى أن عادت الحياة في شرايين الأمة بنصر تشرين وهزيمة العدو..
كانت أياماً رائعة يا جدتي كما تمنيتِها، بدأت بعدها مرحلة بناء الوطن، في كل يوم تضاءُ شمعة ليتبدد شيء من الظلام، عَلَت ِالصروح وارتقى البنيان وهُزم العدو مرةً تلو الأخرى، بعد إضاءة شعلة المقاومة.. ازداد هو انهزاماً وازددنا نحن قوة ومنعة.
اشتعلت انتفاضات أهل فلسطين ضد العدو الصهيوني، الذي يذّكر العالم بوجوده كل فترة، نحن الذين ما نسيناه أبداً.. حركوا عش (دبابير) الإخوان المسلمين وأخفقوا، ضيّقوا الخناق على سورية بعد احتلال العراق، لم يفلحوا بإجبارنا على الدوران في فلكهم.
أكثر ما كان يغيظهم تنامي سورية وقوة صداقاتها مع من أصبحوا حلفاءها فيما بعد، الأمان الذي نعمت به سورية، وقوتها الاقتصادية والسهولة الغامرة لمعيشة مواطنيها، رغم عدم نكران حالات الفساد في البلاد، واحتراف اللصوصية في بعض المستويات، كل ذلك أثار حفيظة أعداء سورية خاصة من وصلها ضيفاً وغادرها غير مرغوب فيه، إلى جانب الثغرات آنفة الذكر، التي أوجدت نافذةً تسلل منها أعداء سورية، مستفزّين بعضاً من شبابها، من له حاجة لم تُقْضَ لظرف ما، ليكون من أدواتهم.
ومع ما دعي بالأزمة في سورية، بدأت الأيدي العابثة تمتد في مفاصل الوطن، سرقةً ونهباً، حرقاً وتدميراً، وبدأت العمليات الإرهابية تغزو الشارع الوطني، اغتيالات، تفجيرات، إلى أن انتشر السلاح بين أيدي المسخّرين لنشر الموت والفوضى..
تخربت المرافق الخدمية، واشتعلت النيران في حقول القمح التي لم تُسرق، وفي الغابات المعمّرة، وأعدمت أشجار الزيتون، وجزّت جذوع النخيل، وأضحى الموت في كل مكان بسبب الانتحاريين المغرّر بهم، الموعودين كذباً بالحوريات.
كالوا على السوريين أنواع التخريب والقتل والتدمير، ما فاق الحربين العالميتين.. عشرٌ من السنين وتزيد، كان الإخفاق والهوان حليف كل من انضم لجموع المعتدين على سورية، والسر الذي أذهل العالم تبدّى في تمسك السوريين في دولتهم الوطنية.
صمود أسطوري حيّر العالم، وأرسى للرئيس الأسد كينونة المحبة في قلب شعبه، حين لم يتخلَّ عنه، متمسكاً بدوره الإقليمي الذي أذهل العالم، مرسخاً الثوابت التي عاهد الله والشعب الحفاظ والبناء عليها، فصارت نهجاً وأسلوب حياة، ناهضَ به أعداء الأمة.
ازدادت قوة سورية رغم الجَوْر العالمي والإرهاب المنظم الذي مورس، لكنها بتأكيد المقاومة ثقافةً وأسلوبَ حياة واجهت أعداءها، فأسقطت كل الرهانات التي حيكت ضدها بخباثة عالية الدقة، لم تجرؤ أمة تحدي الكيان الأمريكي، لكن فعلته سورية.
ببساطة صاحب الحق جريء، وإن كانت مقومات قوته محدودة، واللص ضعيف مهما كانت قوته شديدة، وأبسط الأمثلة ما حدث في فلسطين المحتلة، وما انتهت إليه سورية؛ من نصرٍ قاد العالم للتفكر ملياً في شأن انتصاراتها، التي فاقت كل التوقعات.
لم تنهر سورية ولم تستسلم، لم تحنِ رأسها إلا لخالقها، ورغم ما تعاني هاهي تدعم ال

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

مقاومة في لبنان وفلسطين، وتفرض محددات سيادتها، واستشاط الأمريكان غيظاً، بقوتها أرخت ستار زيف قوة الصهيوني المحتل، ما أعاد حسابات الكثيرين تجاهها.
إلى كل من تحدانا، لا تناطح الصوان الذي جُبِلت منه إرادتنا، نحن لا ننحني لاننكسر وعلى العالم كله أن يفهم، وإن استنكرته أمريكا التي تتاجر بالديمقراطية المزيفة، وتشكك بديمقراطيتنا التي فرضت ذاتها في الاستحقاق الرئاسي على مرأى العالم.

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
دلالات سياسية بمضامين اقتصادية.. سوريا تعزز تموضعها الدولي من بوابة " صندوق النقد الدولي والبنك الدو... سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ...