توفيق أحمد: المتلبس شعرا .. والعاشق وطنا

الثورة اون لاين – فاتن أحمد دعبول :

يعقد صفقته الشعرية مع الزمن، ليجعل شعره يتدلى من الهواء والأساطير، ويؤمن بأن الكتابة خلق معرفي، و إحداث بعض الثقوب الكبيرة في المستحيل، وأن وحده الشعر القادر على تغيير الأزمنة.
ورغم إيمانه بأن الشعر صنعته التي تفيض بها روحه ووجدانه ويمنح من خلاله الكون نكهة بطعم الحياة، لكنه آثر أن يكون بعيدا عن تلحين قصائده كما بين الملحن أمين الخياط، وقال:
لقد ظلم شاعرنا نفسه وكأنه كان يكتب الشعر لنفسه لا ليغنى، فقط قصيدة واحدة استطعت انتزاعها منه لتلحينها، وكنت أتمنى أن ألحن له المزيد، ولكن محاولاتي جميعها باءت بالفشل.
الشاعر توفيق أحمد كان حاضرا في ندوة” نوافذ” التي يعدها الإعلامي ادريس مراد في مجمع دمر الثقافي، تحت عنوان” توفيق أحمد شاعرا” شارك فيها كل من الشاعر صالح هواري، وناظم مهنا رئيس تحرير مجلة المعرفة، والأديب عبد النور هنداوي الذي بين في مداخلته:
أن الشاعر توفيق أحمد استطاع أن يجيد استعمال فمه وأصابع يديه في الحديث مع القصيدة، ومع أسلحته القروية ومع الوطن ومع الله.
وبين بدوره أنه بارع في فتح ثغرات إضافية في الجحيم الذي شاهده، وأيضا في السكاكين التي تكتب مذكراتها وهي تقطر دما، ويصر في قصائده على صنع أرواح للحجارة، ويجد نفسه في الأشجار أكثر مما يجد نفسه في الهواء أو في المرايا، والشعر عنده هو المكان الوحيد الذي سقط سهوا من التاريخ ليستقر بين يديه.
توفيق أحمد يؤكد بالدليل القاطع أنه لا أحد في الدنيا يستطيع أن يرغم اللغة أن تظل وراء الباب، لذلك يعقد صفقته مع الزمن، يلعب به ليعيد تشكيل الشعربعيدا عن الأصوات الممزقة، فهو يعرف تماما أن لا أحد يصنع الحلم سواه، لأنه يكتب الشعر بكل ما يملك من كتب عن الأرصفة، عن أشياء تشبه دقات القلب، وأضرم النار بوجهه، لا ليحترق بل ليتوهج، كيف لا وقد جاء إلى الدنيا شاعرا وأدرك أن الشعر خارج التفاصيل وأكبر من أي تفاصيل.
صالح هواري: شاعر المدى والندى
ويتتبع الشاعر صالح هواري تجربة الشاعر الإعلامي توفيق أحمد ليقبض على ثلاثة خيوط إبداعية، أولها الخيط الإيقاعي المنظم والذي يتواشج من خلاله نسيج القصيدة الخليلية المبنية على التفعيلات العروضية، والخيط الثاني هو المنفلت من وحدة البيت والقافية والمنطلق عبر فضاء تعبيري حر، أما الخيط الثالث فهو التعبيري الحر المتمرد على قيود الوزن التي ترهق كاهل النص.
ويضيف: يتمتع البناء الفني عند الشاعر عنايته بالصورة، ويأتي التضاد عنده ليثير التساؤل لدى القارىء، وهو في شعره يبتعد عن الترف اللغوي، بل يوظف عباراته توظيفا إنسانيا وحياتيا تكمن وراءها دلالات وإشارات تدحض نظرية الفن للفن، وهو في الآن نفسه حريص على تجاوز المعاني العادية لخلق معان تتوالد في سياق النص، مايؤكد على قدرته الفنية على ابتكار ماهو جديد.
كما يميل بدوره إلى الغموض الشفيف واستخدام الرموز ليحقق المعنى الذي يقصده، وهو يواصل مسيرته بكل ثقة وإبداع، متسلحا بوعي ثاقب في خلقه النص الإبداعي الحقيقي الجميل.
ناظم مهنا: مديدة وتصاعدية
ويرى ناظم مهنا في تجربة الشاعر توفيق أحمد بأنها مديدة وتصاعدية منذ البدايات، ويتميز شعره بالتزامه بموسيقا الشعر بشكله الخليلي والتفعيلة والشعر الجديد وهو ما يمكن تسميته” الكلاسيكية الجديدة” لجهة اللغة الشعرية والصورة والديباجة الفخمة، ويستدل على ذلك بقصيدة” نبع السن” كنموذج للقراءة الأنطولوجية التي تعنى بالمعنى ولا تفصل بين الشكل والمحتوى.
فاللغة والإيقاع الشعري في قصيدة” نبع السن” يقيمان التوازن بين الأنا والخارج، وهذا ما يحقق الغنائية الحاضرة في القصيدة العابرة للأجناس الأدبية، وما تشكله من شمولية شعرية فيها روح الكمال الكلاسيكي، وجماليات الشعر الرومانتيكي، الذي يخلق انسجاما بين العناصر الجامعة لبناء القصيدة.
وتجربة الشاعر المتكاملة والناضجة جماليا جديرة أن تضعه في الصفوف الأمامية في خارطة الشعر العربي المعاصر، لنحلق معه في فضائه الإبداعي الرحب.

آخر الأخبار
تحسين الواقع الخدمي في ريف دمشق جامعة اللاذقية تطلق "وجهتك الأكاديمية" 10 ملايين دولار لتأهيل الطرقات في حلب يمنح الخريجين أملا أوسع إدراج معاهد حلب الصحية تحت " التعليم التقاني" الاستثمار الوطني .. خيار أكثر استدامة من المساعدات الشرع.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية منصة إلكترونية.. هل يصبح المواطن شريكاً في مكافحة الفساد؟ بمشاركة سوريا.. اجتماع وزاري تحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة انطلاق ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في "ثقافي طرطوس" المنصة الإلكترونية.. تعزيز الرقابة المجتمعية في مكافحة الفساد لجنة بحجم "بلدية".. مشاريع خدمية متواصلة في كشكول "وجهتك الأكاديمية".. في جامعة حلب..مساعدة الطلاب لاختيار تخصصهم الجامعي الجفاف الشديد ينتشر في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي بين 3 و5 ملايين سنوياً.. أجور نقل الطلاب ترهق جيوب الأهالي "الغار الحلبي".. عبق التراث السوري اللجنة العليا تتوقع إجراء الانتخابات قبل نهاية أيلول الحالي تدهور شبكات الري وتكاليف المدخلات تحديات تواجه مزارعي الأتارب إدلب تعيد الحياة لقطاعها الصحي وزير الداخلية: التواصل المستمر مع الفعاليات المجتمعية لتعزيز الثقة "العمران".. من عشوائية الدمج إلى طموح الإصلاح