من يلحق بواشنطن إلى ما وراء باب الهوى.. هناك في هذا المعبر السوري الذي باتت فيه الكلمة السحرية (افتح للمساعدات الإنسانية) الحجة الغربية لإطالة عمر الأزمة والحرب على سورية، ليختصر النقاش في المجلس الأممي حول معابر المساعدات الإنسانية، حيث تحاول واشنطن ومعها الغرب التسلل من بوابات (الإنسانية) وفتح الثقوب السياسية منها لخرق قوانين السيادة حيث أن المساعدات الإنسانية تأتي عادة من الأمم المتحدة عبر المنافذ الحكومية وبإشراف الدولة.. وليس بإشراف أردوغان أو ميلشياته المسلحة أو إعطاء أتباع الجولاني حصتهم اللوجستية بحجة المساعدات الإنسانية للشعب السوري..
اللافت أكثر أن المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة بربارة وودوارد كانت الأكثر ترويجاً لدعاية المساعدات الإنسانية وبوابات المعابر في سورية لدرجة أنها خرجت تصرخ(أنقذوا السوريين) في لقطة تراجيدية تشبه كل لقطات الكذب السياسي للغرب والتي أصبحت مشاهدها كوميدية بالنسبة للسوريين، ولكنها هذه المرة تعكس أكثر الحضيض الأخلاقي للسياسة الغربية التي تنادي لفتح معابر باب الهوى وباب السلام واليعربية لتمرير ما تسميه المساعدات ولا تتحدث عن حزم العقوبات وقوانين قيصر والحرب على السوريين وكمّ الإرهابيين الذين حقنوا داخل الأراضي السورية وحاولوا تفخيخ وتفجير وذبح كل مواطن سوري.. ولا عن احتلال أميركي أو تركي أو حتى حرق للمحاصيل وقطع للمياه وكل سبل الحياة.
يتعمد الغرب تعويم ملف المساعدات في المجلس الأممي تماشياً مع برنامج الرئيس الأميركي جو بايدن الانتخابي، ووضع واشنطن المرتبك في سورية فيبحثون عن فتح المعابر ليس حباً بالإنسانية…ولا تخوفاً على مرتزقتهم فطالما دخل الإرهابيون وأسلحتهم وكل دعمهم اللوجستي تحت أنظار الأمم المتحدة وبإشراف واشنطن وأنقرة وبعض الدول الغربية.. لكنه محاولات خدش وخرق للسيادة السورية.
فالبيت الأبيض لا يريد عودة العلاقات الدولية والعربية والأممية إلى سورية لذلك يسعى إلى حظرها وتجميد عضويتها في كل المجالس الأممية ويزجر الدول الخليجية ودول المنطقة إذا ما فكرت بالعودة إلى سورية دون أن يلملم الأميركي ما تبقى من ماء وجهه ويبدو أنه بدأ..
بالأمس لملمت واشنطن بعض أنظمتها الدفاعية من دول الخليج في الوقت الذي أظهرت فيه المقاومة من سورية إلى إيران وفلسطين ولبنان واليمن قوة إقليمية رادعةً لإسرائيل وأعوانها.. في هذا التوقيت يبدو أن واشنطن قررت الاستدارة إلى الصين كلياً، لكنها تتسلل من المنطقة وتبقي بعض أذرعها فيها لتحافظ على وجودها في المنطقة.. تتسلل خروجاً تحت مظلة الإنسانية والخوف على الشعوب.. فليس ما يقلقها فقط باب الهوى في سورية بل هي حزينة أيضا على الشعب الإيراني الذي اختار رئيسه بكامل الحرية!!!.
من نبض الحدث- عزة شتيوي