ما قاله رأس النظام التركي رجب أردوغان في افتتاح منتدى أنطاليا
حول جهوده لزعزعة استقرار سورية لم يكن مجرد زلة لسان أو خطأ في التعبير،
بل كان اعترافاً واضحاً وقحاً بدوره القذر على مدى عشر سنوات في
العدوان على سورية وشعبها، ولاسيما أن هذا “السلطان” الفاجر كان يبدي
عتبه على المجتمع الدولي لأنه لم يحصل منه على الدعم الكافي لتنفيذ
أجندته التخريبية في سورية.
ادعاء أردوغان بخوضه معركة ضد الجماعات الإرهابية في سورية هو تزوير لكل
الوقائع والحقائق التي كشفها الإعلام الغربي والتركي قبل غيره، وهو نفاق
مبتذل ومخجل لم يعد ينطلي على أحد في هذا العالم بما في ذلك الأتراك
أنفسهم، فمنذ بداية الحرب العدوانية على سورية تسلّم أردوغان ونظامه مهمة
الراعي المباشر لكل التنظيمات الإرهابية التي قاتلت في سورية، من تنظيم
داعش وصولاً إلى جبهة النصرة إلى مختلف التسميات الأخرى، بل إن بعض
التنظيمات كانت تطلق على نفسها أسماء سلاطين عثمانيين مؤكدة هويتها
التركية وتبعيتها للنظام الإخواني المجرم في أنقرة.
لا يخفى على أحد أن أردوغان انتقل بالمنطقة نتيجة الأوهام العثمانية
العالقة في مخيلته المريضة من “صفر مشاكل” كما كان يدعي، إلى كم كبير من
المشاكل والأزمات والحروب في كل المنطقة، وها هو اليوم يتنطع لمهمة
استعمارية جديدة في أفغانستان كجزء من دور تركيا كرأس حربة في حلف الناتو
العدواني بتكليف من واشنطن، فالأميركيون ما زالوا يرون فيه أداة
صالحة للاستعمال في أجنداتهم التخريبية من زعزعة الاستقرار إلى دعم
الإرهاب وصولاً إلى كل ما يلبي مصالحهم.
الانسحاب الأميركي المرجح من المنطقة من أجل التفرغ لمواجهة الصين
وروسيا يعني بالضرورة تكليف الأدوات الأميركية وعلى رأسها النظام التركي
بأدوار ومهام جديدة لا تختلف عما أفصح عنه أردوغان مؤخراً، وهذا ما يفرض
على دول المنطقة أخذ الحيطة والحذر والتنبه أكثر
لخطورة الدور التركي في المرحلة القادمة، ولاسيما أن حلف الناتو يعيد
تدوير الزوايا برعاية أميركية لفرض أجنداته حول العالم، ولن تكون منطقتنا خارج
هذه الأجندات العدوانية طالما أن تركيا عضو فيه.
البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود