الفنانة الألمانية هايكا فيبر: أحب سورية، ولن أغادرها

الثورة أون لاين – لميس علي:

ترفض أن يُطلق عليها “فنانة” مع أن عملها يندرج ضمن مسمّى الإبداع والذائقة الفنية العالية.
تدير مشاريع، تصمم رسومات وأزياء، وتشرف على ورشات عمل أساسها قائم على إحياء فن التطريز السوري.
حين قرأتُ الإعلان عن معرضها المقام حالياً في صالة الفن المعاصر وما رافقه من لوحات، قادني إلى تذكّر كيف وُظِّفت أعمالها في المسلسل الدرامي “جلسات نسائية”، فالروح ذاتها تقود كل القطع بما فيها من أساس فن (التطريز) واستخدام ذات التقنية.. وبالتالي لن تتوه عن معرفة صاحبة البصمة التي قاربت أن تصبح عالمية، لا سيما قبل سنوات الحرب على سورية.. حين نجحت بأن تستقطب زبائن رفيعي المستوى من بلدان عربية وأوروبية، لفتت انتباههم إلى أزيائها المعتمدة على ربط التراث بالحداثة.
حين تتواصل مع الفنانة الألمانية “هايكا فيبر” لن يصعب عليك تمييز شغفها بما تقوم به.. لتؤكد أن حبّ عملنا هو أساس نجاحنا وتميّزها..
وتعترف أن محض صدفة قادتها ذات يوم إلى جبل الحص- جنوب حلب، لتكتشف عالماً كاملاً من فن التطريز، أخذت تتعلم تقنيته وكيفية إنشاء قُطبه.. والمعرض المقام حالياً هو لمجموعة فتيات من تلك المنطقة تعاملت معهن “هايكا” وبدأن بإنشاء لوحاتٍ فنية أساسها (قُطب التطريز).

1.jpg
معظم تلك اللوحات يجمع بينها قاسم مشترك، ليس التكنيك المتّبع وحسب، إنما الأشكال والأشياء المصوّرة ضمنها، وكأن ذاكرة تلك الفتيات مُشبعة بما تختزنه من هيئات تُبنى وفقها قبب الطين.. والتي لن تتحول بفعل التطريز إلى لون بني وحيد، بل ستغتني بالألوان ومن مختلف الدرجات.
تقود “هايكا” مجموعة عملها مع الفتيات. تبدي ملاحظاتها وتحاول إثراء تجربتهن، فمرة تأتي لهن بلوحات لفنانين تشكيليين سوريين، ومرة تحاول لفت انتباههن لما تغتني به بيئتهن من عناصر طبيعية عديدة غير القبب الطينية.. ومن الممكن وفق ذلك أن تصنع بعضهن لوحات أقرب إلى الفن التجريدي.
لدى تأمّل بعض الأعمال لن يصعب عليك كمتلقٍ، اكتشاف أن البعض من تلك الفتيات هن فنانات بالفطرة، والفضل يعود إلى “هايكا” وحبّهن لفن التطريز في إظهار تلك الموهبة.
أسألها: كيف بدأ شغفها بالتطريز، فتقول: إن حكايتها معه بدأت بعمر الرابعة حين كانت جدّتها تقوم بتعليمها بعض القُطب، وكان لزاماً عليها مذ كانت طفلة أن تقوم بحياكة قطعة فنية لكل فرد من أفراد الأسرة كهدية بعيد الميلاد.

2.jpg3.jpg
لدى “هايكا” الكثير مما ترويه عن فن التطريز كعالمٍ ثريّ قائم بحدّ ذاته يحفظ هوية وذاكرة المكان.. وتعبّر عن استيائها حين تكتشف أن بعض القُطب لم يعد أحدٌ ممن يحفظها على قيد الحياة، حينها كانت تقوم بفك القطب قطبة قطبة من على قطعة القماش المطرّز عليها لتكتشف آلية نقشها.
من المشاريع المستقبلية بعد انتهاء المعرض الحالي المقام بصالة الفن المعاصر والمستمر لآخر الشهر الحالي، رغبتها بإقامة دورات لتعليم الفتيات الراغبات، بعض القطب كوسيلة لحفظها من النسيان، كما ترغب بإقامة معرض خاص بالمنتجات الحريرية في حماة.
تقيم “هايكا” في سورية منذ أربعين عاماً، وحين بادرتها بسؤال: ألم تفكري بمغادرة سورية في السنوات الأخيرة، أجابت: لم أفكر بتركها، فكيف أقيم فيها في سنوات الخير والرخاء وأتركها في فتراتها العصيبة.. لتضيف أنها تحب سورية جداً ولن تغادرها أبداً.

آخر الأخبار
بارقة أمل.. طلاب من جامعة اللاذقية لـ"الثورة": كلمة الرئيس برنامج عمل بفضل الله وتضحيات المعذبين تحررنا من السويداء.. مواطنون لـ "الثورة": كخادم لا كحاكم كلمة تختصر الكثير عناوين المرحلة بعيونهم.. طلاب وأساتذة جامعيون لـ "الثورة": الخطاب يمهِّد لبناء سوريا الغد كذبة الممر الإنساني.. "الثورة" ترصد أحداث مجزرة "شارع علي الوحش" في مخيم اليرموك.. و١٢٠٠ سوري وفلسطي... بعفوية وبساطة.. طمأن السوريين تجهيز أسواق للبسطات والإشغالات لتنظيمها في جبلة وثائق "القضاء العسكري" المحروقة والسرية شاهد حي على إجرام نظام الأسد آثار الدمار الهائلة في درعا شاهدة على حجم الإجرام لنظام قتل الإنسان وحقد على الشجر والحجر حي القابون شاهد على وحشية النظام البائد "BBC news": رئيس سوريا الجديد يتعهد لشعبه بالحفاظ على السلم الأهلي مهندسون ومحامون من طرطوس لـ"الثورة": الخطاب أسس للعبور الآمن صحيفة "الثورة" ترصد توثيق قادة العمليات لمرحلة تحرير سوريا.. من التشتت إلى توحيد الفصائل بوضوح.. المشاركة عنوان المرحلة الانتقالية البيض بوفرة وتصدير للفائض وانخفاض السعر بنسبة 50% حملة للقبض على تجار المخدرات والسلاح في قيطة وجدية شمال درعا خطة لزراعة 600 ألف غرسة حراجية في تل الحارة أهالٍ من طرطوس: من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة.. رسائل عمل 1950 شهيداً رووا بدمائهم تراب مهد الثورة في درعا البلد مواطنون من درعا لـ"الثورة": خطاب أجاب على تساؤلاتنا