لم تمضِ أيام قليلة على حادث الحافلة التي تقل طلاباً وطالبات من جامعة تشرين إلى قرى الغاب، والتي قضى فيها أربعة منهم، حتى تعرض باص آخر لجامعة خاصة في مدينة حماة لحادث لا يقل قساوة عن سابقه إلا أن الطلاب نجوا من الموت حتى لحظة كتابة هذه الزاوية.
لا يمكن المرور على حوادث السير على أنها قضاء وقدر، كما لا يمكن المرور بشكل عابر على خسارة أو عطالة طلاب وطالبات العلم، وأقول عطالة لأن أحد ضحايا باص جامعة حماة بترت ساقاه.
ثمة أمور فنية تحتاج متابعة ومساءلة متعلقة بصلاحية الطرقات، وصلاحية وسائل النقل نفسها، وكفاءة العاملين وخاصة سائقي الحافلات، إذاً لا يمكن ترك حياة الناس للمصادفات ونقول قضاء الله وقدره، إن الطرقات تحتاج لصيانة ومتابعة، كما أن الباصات بغالبيتها أصبحت قديمة وتحتاج لصيانة، وهنا على الجهة الحكومية المختصة سواء المرور أو النقل مراقبة صلاحية الباصات،إذ لايمكن ترك أعطال سيارات شركات النقل للمصادفات، ويمكن لأي مسافر أن يلاحظ تردي الباصات من الداخل لكن لا يمكنه ملاحظة أو تقدير إن كان هناك عطل قد يتسبب بحادث.
صحيح يمكننا لوم المسافرين والمسافرات وأنا منهم بأننا لا نلجأ لتقديم الشكوى، يمكن ذكر مثال هنا: في طريق عودتي من محافظة حماة انفجر الدولاب الأمامي للباص الذي يقل ٤٩ مسافراً ومسافرة بعد جسر بغداد ووحدها المصادفة جعلتنا ننجو من حادث كبير، نزلنا نحن المسافرين جميعاً من دون أن ترسل لنا الشركة باصاً بديلاً، علماً أننا بعيدون عن محطة النزول، وكان علينا الانتظار حتى الانتهاء من تبديل الدولاب، أو اللجوء للسيارات العابرة، ولم نتقدم بشكوى.
لكن على وزارتي النقل والداخلية ووزارة التعليم العالي أيضاً مراقبة وسائل نقل الطلاب والطالبات والناس جميعاً.
عين المجتمع -لينا ديوب