بمفهوم المخالفة.. تنتفي إمكانية إقامة الديمقراطية أو العدالة إن انتفى الصدق.. من كبير الأمور إلى صغيرها .. لا يمكن تخيل ممارسة سياسية أو اجتماعية أو تربوية.. أو.. في أي مجال كانت إن اقترنت بالكذب..
هذه ليست نظرية منسوخة قالها العلماء.. بل استنتاج من الحياة أقتنع به تماماً..
أعلم حجم الصدمة التي تصيب أي انسان إن رصد مقدار الكذب الذي يتم تداوله في هذا العالم.. ليعرف مدى العدالة والديمقراطية التي يعيشها البشر.. هذا في الدول الديمقراطية أو التي تدعي ذلك أو غير المهتمة لا بهذا ولا ذاك..
أكيد أن الأمور نسبية والحالة تختلف من مجتمع بشري إلى آخر، ولا سيما من ناحية دقة المعلومات وغزارتها وحرية تداولها.. لكن الكذب منتشر في كل المجتمعات دون استثناء.. ويساهم في صناعة الفرق بين مجتمع وآخر القوة التي يتمتع بها هذا المجتمع..
هذه القوة مهما بلغ شأوها لا تحصن المجتمعات ضد الكذب ولا تهبها الديمقراطية ونشر العدالة تلقائياً.. أبداً.. إنما تجعلها قادرة في كثير من القضايا الحياتية تتجاوز الكذب والظهور بمظهر حقيقي وصادق..
الدول الضعيفة والمجتمعات المهزوزة.. تفضل الكذب على أن تبذل جهداً للصدق والعدالة.. حتى في مسألة مادية محسوسة، لكن قوة الدول الكبيرة المتقدمة وكفاءة إنتاجها وشعوبها وإعلانها انتهاج الديمقراطية حتى العظم.. لم يمنعها عن نشاطات كثيرة ومتعددة وخطيرة لمحاربة أي محاولة للديمقراطية والعدالة الدوليان.. وكذلك لنشر وتثبيت العمى .. وقهر الحقيقة وظلم ناشريها..!!
الأمثلة على ذلك كثيرة جداً ويومية وكل لحظة من أبسط الأمور إلى أخطرها..
وتجربة الصحفي الشهير المظلوم الحزين “جوليان اسنج” ويكي ليكس.. من أبرز الشواهد..
معاً على الطريق – أسعد عبود