أثمرت زيارة يوري بوريسوف نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي إلى سورية يوم أمس، جرعة منعشة لأمنية غالية على قلوب السوريين، ينتظرون بشغف أن تغدو واقعاً ملموساً، ألا وهي أن يتخلصوا من هموم وصعاب الوضع المعيشي المضني، وما يشوبه من آلام لدى شريحة ليست قليلة من السوريين، يضنيهم الفارق الكبير ما بين دخلهم الشهري والأسعار الرائجة في الأسواق، سواء كعاملين بأجر في الدولة والقطاع العام، بشكل خاص، أو كمتقاعدين.
فما رأيناه في دمشق أمس هو الاجتماع الثالث المهم اقتصادياً، والرفيع المستوى .. كان الأول في دمشق، في أيلول ٢٠٢٠ ، تم في سياقه إقرار ٤٠ مشروعاً مهماً، كتأهيل محطات الكهرباء وإنجاز مشاريع الطاقة.
وفِي الخامس من تشرين الأول ٢٠٢٠ ترأس الأستاذ منصورعزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية وفداً اقتصادياً رفيع المستوى زار موسكو واجتمع مع نظراء له روس، برئاسة السيد يوري بوريسوف نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، خرج بنتائج مهمة لجهة تأمين احتياجات سورية الأساسية، الغذائية والنفطية والطبية، على أمل استكمال إجراءات التوسع في الاستثمار الإنتاجي وإعادة البناء.
وما جرى يوم أمس في دمشق هو وضع اللمسات الأخيرة لاتفاقية استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والزراعي والنقل وإعادة إعمار البنية التحتية والحيوية.
واستنادا إلى ما قاله الوزير عزام عن المشاريع الاستراتيجية بين البلدين سورية وروسيا التي تصون مصلحة الشعبين إذ خَص بالذكر: مرفأ طرطرس والطاقة (إعادة تأهيل محطات الكهرباء، استثمار نفط البحر) ومصنع السماد الآزوتي في حُمُّص، فلقد بدد كثيراً من الإساءات والأكاذيب والتشكيك، مؤكداً أن روسيا تعنى بهذه المنشآت، لرفع قدرات سورية الإنتاجية وأنها تسعى إلى زيادة الاستثمار في هذه المجالات.
هذه المباحثات ستظهر نتائجها الملموسة في القادم من الأيام، لتؤكد ما نلف الانتباه إليه، من أننا مقبلون على انفراج، وسط إصرار على العمل الدؤوب ومن خلال التوجه الصائب نحو الإنتاج أولاً، وعبر التعاون مع حلفاء مخلصين وأقوياء، على الصعيد الاقتصادي، وفِي مقدمتهم روسيا وإيران.
أروقة محلية – ميشيل خياط